 
                                                                            
برغراف
أطلق رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مشروع الحزام الأخضر في أربيل بزراعة أول شجرة، معلنا بدء أحد أكبر المشاريع البيئية في المدينة.
ويهدف المشروع إلى زراعة سبعة ملايين شجرة زيتون وفستق في منطقة دائرية تمتد خلف شارع 150 مترا، وبعرض كيلومترين.
وقال بارزاني خلال المراسم إن المبادرة تحمل “أهمية تاريخية” للأجيال الحالية والمقبلة، مشيرا إلى الرمزية التي تمثلها شجرة الزيتون ذات الجذور العريقة في المنطقة.
وأضاف “عودة أشجار الزيتون إلى هذه المناطق التي تمثل موطنها التاريخي تحمل معنى كبيرا”.
وأوضح أن الحزام الأخضر سيكون بمثابة “طوق حول مدينة أربيل” يسهم في توفير بيئة أنظف وأكثر صحة للسكان، مؤكدا التزام حكومته بمواصلة إعادة الإعمار، قائلا “نحن أيضا سنواصل بهدوء وثبات إعادة بناء كوردستان”.
ووجه بارزاني الشكر للخبراء اليونانيين والقطاع الخاص على دعمهم للمشروع، مبينا أن هذه المبادرة تأتي ضمن استراتيجية أشمل لتعزيز البنية الاقتصادية والسياحية والبيئية في الإقليم.
وقال “لا نتوقع المعجزات أن تحدث، علينا أن نصنع المعجزات بأنفسنا”، موضحا أن زراعة الزيتون ستخدم الأهداف البيئية وتحقق في الوقت ذاته عوائد اقتصادية.
وأشار إلى أن الأراضي ستبقى تحت إشراف وزارة البلديات، بينما ستستفيد الشركات الخاصة المشاركة في المشروع من القيمة التجارية للمنتجات الزراعية المستقبلية، موضحا أن المبادرة ستوفر أيضا فرص عمل وتدريب جديدة للشباب.
وأضاف “سيكون هذا جهدا كبيرا لخلق فرص عمل لشبابنا”، لافتا إلى أن الشباب سيتلقون تدريبات لإدارة الحزام وتطوير خبراتهم في المجالات ذات الصلة، مشيرا إلى أن تنويع فرص العمل سيسهم في تقليل الاعتماد على مصدر دخل واحد.
مبادرة بيئية واقتصادية كبرى
وكان محافظ أربيل أوميد خوشناو قد أعلن المشروع رسميا في 17 أيلول، مشيرا إلى أنه سيتم إنشاء عشرة أحواض لتجميع المياه في المنطقة لدعم عملية الزراعة.
وقال خوشناو إن الحزام الأخضر سيسهم في خفض انبعاثات الكربون بمقدار يتراوح بين 140 و210 آلاف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، فضلا عن تقليل الغازات الضارة، وخفض درجات الحرارة، والحد من التصحر والعواصف الترابية.
إلى جانب فوائده البيئية، سيساعد المشروع أيضا في تنشيط الإنتاج الزراعي وخلق مئات فرص العمل.
توسيع المساحات الخضراء في أربيل
ويأتي إطلاق مشروع الحزام الأخضر بعد أسبوع من إعلان خطط لتوسيع المساحات الخضراء داخل المدينة، حيث يجري العمل على إنشاء خمس حدائق جديدة بمساحة تقارب 200 فدان، بينها:
• حديقة قرب شارع 120 مترا بمساحة 80 فدانا، أنجز منها نحو 70%، وتضم 8 آلاف شجرة.
• حديقة راشكين بمساحة 47 فدانا، ومن المقرر أن تضم 16 ألف شجرة.
• حديقة حي نازدار بمساحة 4 أفدنة، أنجز منها 80%، وتضم 6 آلاف شجرة.
• حديقة حي لايف بمساحة 7 أفدنة، أنجز منها 70%، وتضم 5 آلاف شجرة.
• حديقة قرب تقاطع شارع 150 مترا بمساحة 60 فدانا، قيد الإنشاء.
وقال المحافظ إن “هذه المشاريع تهدف إلى حماية البيئة وتعزيز جمالية مدينة أربيل”.
وتضم أربيل حاليا 26 حديقة رئيسية و204 حدائق صغيرة و209 غابات و163 جزيرة وسطية و109 نوافير. ومع التوسع العمراني السريع وزيادة حركة المرور وتلوث الهواء، تعمل حكومة الإقليم على إعطاء أولوية للتنمية الحضرية المستدامة.
ورحب ناشطون بيئيون بهذه الخطوات، لكنهم أكدوا أن نجاحها يتطلب التزاما طويل الأمد بالصيانة وتطبيق القوانين البيئية بصرامة.