كيف صوت إقليم كوردستان؟ تحليل شامل لنتائج الأحزاب الكوردية في انتخابات 2025

13-11-2025 04:00

برغراف - مع ظهور النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في 11 تشرين الثاني 2025، بات المشهد السياسي في إقليم كوردستان أوضح، حيث يضم الإقليم محافظات دهوك وأربيل والسليمانية وحلبجة.

أظهرت النتائج أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني ما زال القوة المهيمنة، يليه الاتحاد الوطني الكوردستاني، فيما سجل الاتحاد الإسلامي في كوردستان تقدما لافتا ليحتل المرتبة الثالثة. كما تمكن تيار الموقف من تجاوز حركة الجيل الجديد، في تحول بارز داخل صفوف المعارضة.

ووفقا للبيانات الأولية، فإن من أصل 46 مقعدا مخصصا لإقليم كوردستان في مجلس النواب العراقي، هناك مقعدان للكوتا الخاصة بالمكونات، بينما توزعت المقاعد الـ44 المتبقية على النحو الآتي:

أربيل (15 مقعدا): الديمقراطي 9، الاتحاد الوطني 3، الموقف 2، الجيل الجديد 1.

السليمانية (18 مقعدا): الاتحاد الوطني 8، الموقف 3، الجيل الجديد 2، الديمقراطي 2، الاتحاد الإسلامي 2، جماعة العدالة 1.

دهوك (11 مقعدا): الديمقراطي 9، الاتحاد الإسلامي 2.

وبذلك يصبح المجموع في الإقليم: الديمقراطي 20 مقعدا، الاتحاد الوطني 10، الموقف 5، الاتحاد الإسلامي 4، الجيل الجديد 3، جماعة العدالة 1.

وعلى المستوى العام، حصلت الأحزاب الكوردية مجتمعة على 58 مقعدا من أصل 329 في مجلس النواب العراقي، بواقع: الديمقراطي 27، الاتحاد الوطني 18، الموقف 5، الاتحاد الإسلامي 4، الجيل الجديد 3، جماعة العدالة 1.

الحزب الديمقراطي الكوردستاني

حافظ الحزب الديمقراطي الكوردستاني على موقعه كأقوى قوة سياسية في الإقليم، بعدما ارتفع عدد أصواته إلى 851,412 صوتا مقابل 812,794 في عام 2024، بزيادة بلغت نحو 4.8 بالمئة.

دهوك: 413,698 صوتا (ارتفاع طفيف عن 402,152 في 2024). ما زال الحزب القوة المهيمنة في المحافظة مستندا إلى قاعدة اجتماعية ثابتة.

أربيل: 369,118 صوتا (مقابل 347,786 في 2024). حافظ على تفوقه مع بعض المكاسب الطفيفة.

السليمانية وحلبجة: 68,596 صوتا (مقابل 62,856). تقدم محدود في مناطق نفوذ الاتحاد الوطني.

الخلاصة: الديمقراطي يعزز هيمنته في أربيل ودهوك، ويحقق اختراقات محدودة في مناطق خصمه الاتحاد الوطني.

الاتحاد الوطني الكوردستاني

شهد الاتحاد الوطني تراجعا واضحا في نتائجه الانتخابية، إذ حصل على 340,623 صوتا مقارنة بـ409,548 في 2024، بانخفاض بلغ 16.8 بالمئة.

دهوك: 2,423 صوتا فقط، بانخفاض كبير عن 28,557، ما يؤكد تراجع وجوده شمالا.

أربيل: 97,301 صوتا (مقابل 111,102)، حضور محدود في عاصمة الإقليم.

السليمانية وحلبجة: 240,899 صوتا (مقابل 269,889)، مع احتفاظه بالسيطرة في مناطقه التقليدية.

الخلاصة: الاتحاد الوطني ما زال مركزا في السليمانية وحلبجة، لكنه يواجه منافسة متزايدة من أحزاب معارضة جديدة أبرزها الموقف والجيل الجديد.

الاتحاد الإسلامي في كوردستان

حقق الاتحاد الإسلامي صعودا ملحوظا، إذ ارتفع عدد أصواته من 117,444 في 2024 إلى 166,904 في 2025، بزيادة 42 بالمئة.

دهوك: 72,959 صوتا (مقابل 42,732).

أربيل: 28,650 صوتا (مقابل 24,178).

السليمانية وحلبجة: 65,895 صوتا (مقابل 50,534).

الخلاصة: الاتحاد الإسلامي يقترب من موقع المعارضة الرئيسة في الإقليم، مع حضور متوازن في المحافظات الثلاث الكبرى.

حركة الجيل الجديد

تراجعت حركة الجيل الجديد بشكل كبير، إذ انخفضت أصواتها من 292,032 في 2024 إلى 123,334 في 2025، بنسبة انخفاض بلغت 57 بالمئة.

دهوك: 14,671 صوتا (مقابل 46,631).

أربيل: 38,911 صوتا (مقابل 104,222).

السليمانية وحلبجة: 69,752 صوتا (مقابل 141,149).

الخلاصة: الحركة تواجه انكماشا واضحا في شعبيتها نتيجة الانقسامات الداخلية وتراجع الثقة بين جمهورها الشبابي.

تيار الموقف

برز تيار الموقف بوصفه المفاجأة الأبرز في انتخابات 2025، بعد أن قفزت أصواته من 54,725 في 2024 إلى 156,932 في 2025، بزيادة بلغت نحو 187 بالمئة.

دهوك: 18,314 صوتا (مقابل 8,438).

أربيل: 63,288 صوتا (مقابل 16,871).

السليمانية وحلبجة: 75,330 صوتا (مقابل 30,699).

الخلاصة: التيار يحقق انتشارا سريعا في جميع المحافظات، ويتحول من فصيل معارض صغير إلى قوة إصلاحية مؤثرة.

جماعة العدل الكوردستانية

تراجعت جماعة العدل من 64,864 صوتا في 2024 إلى 49,748 في 2025، بانخفاض 23 بالمئة.

دهوك: 1,419 صوتا (مقابل 3,677).

أربيل: 13,772 صوتا (مقابل 20,265).

السليمانية وحلبجة: 34,557 صوتا (مقابل 40,922).

الخلاصة: الحزب يحافظ على وجود محدود يتركز في السليمانية وحلبجة، دون توسع ملموس في المحافظات الأخرى.

جبهة الشعب

تراجعت جبهة الشعب من 33,461 صوتا إلى 19,293 صوتا، بنسبة انخفاض بلغت 42 بالمئة.

دهوك: 2,788 صوتا (مقابل 2,605).

أربيل: 5,584 صوتا (مقابل 9,776).

السليمانية وحلبجة: 10,921 صوتا (مقابل 21,080).

الخلاصة: الجبهة تفقد الكثير من نفوذها الشعبي، وتبقى على الهامش السياسي في الإقليم.

خلاصة عامة

تشير النتائج إلى أن المشهد السياسي في كوردستان يشهد إعادة تموضع واضحة. فالحزب الديمقراطي الكوردستاني يعزز هيمنته التقليدية، بينما يتراجع الاتحاد الوطني أمام صعود قوى جديدة مثل الموقف والاتحاد الإسلامي.

أما المعارضة السابقة ممثلة بالجيل الجديد، فتواجه أزمة داخلية تقلص حضورها، لتفسح المجال أمام خريطة سياسية أكثر تنوعا وتنافسا داخل الإقليم.