برغراف
كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن إسرائيل أرسلت مؤخرا رسائل تهديد مكتوبة إلى بغداد، بعدما كانت التهديدات تنقل سابقا عبر رسائل صوتية.
وقال حسين خلال مشاركته في المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط (MEPS24) المنعقد في دهوك: "تلقينا الرسالة عبر طرف ثالث. كانت في السابق رسالة صوتية، أما الان فقد وصلتنا رسالة مكتوبة تحمل تهديدا واضحا للعراق. حتى إن الأمر تطور ليصل إلى نيويورك برسالة مباشرة من حكومة نتنياهو."
وأكد حسين أن العراق يبذل جهودا كبيرة لتجنب الانجرار إلى الصراع الدائر في المنطقة.
تحذير من تصعيد محتمل
من جانبه، حذر وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري من احتمالية تصعيد إسرائيلي ضد العراق.
وفي تصريح له خلال المنتدى (MEPS24)، قال زيباري: "على الرغم من محاولات الحكومة العراقية البقاء خارج الحرب الحالية، إلا أن الضغوط تزداد. تصرفات بعض الجماعات المسلحة قد تستفز رد فعل إسرائيلي قوي في المستقبل القريب."
في سياق متصل، وجهت الولايات المتحدة تحذيرا صارما للعراق، دعت فيه الحكومة العراقية إلى كبح جماح الجماعات المسلحة التي تشن هجمات على إسرائيل انطلاقا من الأراضي العراقية. كما حذرت واشنطن من أنها قد تجد صعوبة في منع غارة جوية إسرائيلية وشيكة، مما يعكس خطورة الموقف.
وقد قدمت إسرائيل شكوى رسمية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اتهمت فيها العراق بإيواء جماعات شيعية موالية لإيران، مسؤولة عن الهجمات ضد إسرائيل.
رد العراق على الاتهامات
في اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، في 19 نوفمبر 2024، رفض المجلس رسميا اتهامات إسرائيل، واصفا إياها بأنها ذريعة للعدوان.
وأشار المجلس إلى أن قرار الحرب والسلام هو شأن سيادي للحكومة العراقية وحدها. كما حذر من أن مزاعم إسرائيل تهدد استقرار المنطقة، ودعا المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية للحوار.
وشدد العراق على ضرورة معالجة مجلس الأمن للشكاوى السابقة التي قدمتها بغداد ضد إسرائيل، ودعا جامعة الدول العربية إلى اتخاذ خطوات جماعية. كما كلفت وزارة الخارجية بتكثيف الجهود الدبلوماسية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية.
أصدر رئيس الوزراء السوداني أوامر بتعزيز الحدود الغربية للعراق، وتحسين أنظمة الدفاع الجوي، وتفعيل خطط الطوارئ لحماية البلاد من أي تهديد محتمل.
تسلط هذه التطورات الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه العراق في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، حيث يجد نفسه محاطا بتعقيدات الأمن الداخلي، والأزمات الدبلوماسية، والصراعات المتشابكة التي تزيد من تعقيد الوضع في الشرق الأوسط.