العراق يعزز إجراءاته الأمنية على الحدود مع سوريا لمنع امتداد الصراع

01-12-2024 05:13

برغراف

كثف العراق بشكل كبير انتشار قواته الأمنية على الحدود مع سوريا، وأغلق جميع المعابر الحدودية في خطوة تهدف إلى منع امتداد الصراع السوري إلى أراضيه.

تأتي هذه الإجراءات بالتزامن مع التقدم الكبير الذي تحققه قوات المعارضة السورية، بقيادة "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها والمدعومة من تركيا، في محافظة حلب.

وفي هذا السياق، أكد قيس المحمداوي، نائب قائد العمليات المشتركة العراقية، جاهزية القوات العراقية لأي طارئ، قائلا: "إن قوات الأمن العراقية قادرة على حماية البلاد ومستعدة لأي تحد قد يطرأ."

تعكس هذه الخطوة القلق الإقليمي المتزايد من التطورات في سوريا، حيث تمكنت قوات المعارضة من السيطرة على أجزاء كبيرة من حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا، كما اجتاحت المعارضة القرى والقواعد العسكرية في شرق حلب، موجهة ضربة كبيرة لقوات النظام السوري بقيادة بشار الأسد.

وتعد هذه التحركات أول اختراق كبير للمعارضة في حلب منذ استعادتها من قبل قوات النظام عام 2016. وبحلول صباح السبت، سيطرت قوات المعارضة على مطار حلب ومواقع عسكرية رئيسية وعشرات القرى والبلدات في محافظتي حلب وإدلب، ما يشير إلى تحول كبير في ديناميكيات الصراع الذي شهد استقراراً نسبياً في السنوات الأخيرة.

يشكل هذا التقدم تحديا غير مسبوق لنظام الأسد منذ التدخل العسكري الروسي عام 2015، والذي قلب موازين الحرب لصالح النظام. ورغم الغارات الجوية التي شنّتها القوات الحكومية والطائرات الروسية على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلا أن الهجوم السريع الذي نفذته "هيئة تحرير الشام" وحلفاؤها أسفر عن فرض سيطرتهم على أجزاء واسعة من حلب وإدلب.

وفي الوقت ذاته، يبدو أن حلفاء النظام السوري، إيران وروسيا، منشغلون بأولويات جيوسياسية أخرى، مما يحد من قدرتهما على دعم الأسد في مواجهة هذا التصعيد.

قرار العراق بإغلاق حدوده يعكس مخاوف من التداعيات الإقليمية الأوسع للصراع، حيث يحذر الخبراء من أن التصعيد المستمر قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة، خاصة مع ترسيخ المعارضة مواقعها في حلب وقطعها لخطوط الإمداد الرئيسية للنظام السوري.

وفي ظل اشتداد حدة الصراع في سوريا، يبقى العراق في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي تداعيات محتملة قد تهدد أمنه واستقراره.