برغراف
التقى رئيس وزراء حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، مع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان تطورات الأوضاع في سوريا، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، وحماية حقوق كافة المكونات في الدولة السورية، بما في ذلك حقوق الکورد.
أكد الشيباني خلال اللقاء أن "الكورد مكون أصيل ومحوري في سوريا، وأن حقوقهم ستكون مصانة ومحمية"، مشيرا إلى جهود الحكومة السورية الجديدة في إعادة الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات العامة للمواطنين. كما وجه الشيباني دعوة رسمية إلى بارزاني لزيارة دمشق، معربا عن أمله في تحقيق هذه الزيارة في المستقبل القريب.
من جانبه، أكد بارزاني أن "صون السلم والاستقرار في سوريا يمثل أولوية قصوى"، وأبدى استعداد حكومة إقليم كوردستان لتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة للشعب السوري. كما شدد على أهمية الحفاظ على حقوق جميع المكونات في سوريا، بما في ذلك الشعب الكوردي، ودعا إلى توحيد الجهود لتحقيق الاستقرار.
جهود الوحدة الكوردية في سوريا
على صعيد آخر، أجرى مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لقاءات مكثفة مع قيادات كوردية سورية لتعزيز الوحدة الكوردية. حيث اجتمع مع قيادة المجلس الوطني الكردي السوري (ENKS) في 21 يناير في بيرمام، والتقى قبلها في 16 يناير مع مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (SDF). وتركزت النقاشات على تعزيز التنسيق والعمل المشترك بين الفصائل الكوردية السورية.
تحديات ما بعد الأسد
مع استمرار الحرب السورية، تواجه البلاد تحديات كبرى في مرحلة ما بعد الأسد، حيث من المتوقع أن تؤدي التحولات السياسية إلى إعادة تشكيل المشهد الوطني. بالنسبة للأكراد، تمثل هذه المرحلة فرصة لتعزيز الإدارة الذاتية في مناطقهم، لكنها تحمل أيضا مخاطر الانقسامات الداخلية وضغوط القوى الإقليمية.
شهدت المناطق الكوردية، منذ عام 2013، إدارة ذاتية تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، لكنها تواجه تحديات من تركيا والمعارضة السورية. وتزداد أهمية تحقيق الوحدة بين الفصائل الكوردية، خصوصا بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، لضمان مشاركة فعالة في صياغة مستقبل سوريا.
تستمر القضية الكوردية في سوريا كمحور للصراع الإقليمي والدولي. ففي الوقت الذي تنظر فيه تركيا إلى الإدارة الذاتية الكوردية كتهديد لأمنها القومي، تواصل الولايات المتحدة والدول الأوروبية دعم قوات سوريا الديمقراطية كحليف ضد تنظيم داعش.
ومع دخول الأزمة السورية مرحلة جديدة، يبقى نجاح الکورد في تحقيق أهدافهم مرتبطا بقدرتهم على التوحد داخليا، والتنقل بين المصالح الدولية المعقدة. السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الأكراد ودورهم في سوريا ما بعد الحرب.