المعلمون والموظفون المضربون في السليمانية يواصلون احتجاجهم رغم قسوة الشتاء

08-02-2025 03:37

برغراف

في اليوم الثاني عشر على التوالي، يواصل المعلمون والموظفون في القطاع العام في السليمانية إضرابهم عن العمل، متحدّين البرد القارس وتساقط الثلوج، احتجاجًا على تأخُّر الرواتب والمطالبة بإصلاحات مالية.

وقد تطوّرت الاحتجاجات إلى مرحلة خطيرة، حيث بدأ بعض المضربين في رفض العلاج الطبي. ومن بين المتأثرين بالإضراب، المعلم دلشاد بابان، الذي نُقل إلى المستشفى مرتين خلال اليومين الماضيين بسبب تدهور حالته الصحية. ورغم هذه المخاطر، يصرّ المضربون على مواصلة احتجاجهم، مؤكدين أنهم لن ينهوا الإضراب إلا إذا التزمت حكومة إقليم كردستان بجدول زمني محدد لتلبية مطالبهم، وبدأت بصرف رواتب ديسمبر 2024 كإجراء لبناء الثقة. وفي حال تجاهل مطالبهم، تعهّد بعض المحتجين بمواصلة الإضراب حتى الموت.

تصعيد الاحتجاجات برفض الرعاية الطبية

بعد اثني عشر يومًا من الإضراب عن الطعام، قرر المتظاهرون تصعيد تحركاتهم عبر الامتناع عن تلقي العلاج الطبي. ورفع المضربون شعار “إما تلبية مطالبنا أو الموت”، ما أثار قلقًا متزايدًا بشأن أوضاعهم الصحية.

وفي هذا السياق، حذّر الدكتور صباح هورامي، مدير صحة السليمانية، من المخاطر الجسيمة المترتبة على استمرار هذا الوضع، موضحًا أن المضربين قد يبدأون بفقدان الوزن بسرعة، وقد تتأثر وظائف أعضائهم الحيوية، داعيًا إياهم إلى إعادة النظر في قرارهم.

يطالب المعلمون والموظفون المضربون بتنفيذ نظام “التوطين” الذي يتيح للحكومة الاتحادية في بغداد دفع رواتبهم مباشرة، دون تدخل حكومة إقليم كردستان. كما يعارضون النظام الرقمي الجديد للرواتب المعروف باسم “حسابي أنا”، الذي تسعى حكومة الإقليم إلى تطبيقه.

وأدى عدم استجابة السلطات لمطالبهم إلى تأجيج الغضب الشعبي، وسط تنامي القلق من تأثير الإضراب على الخدمات العامة في الإقليم، في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة