مسرور بارزاني يطالب بإشراك إقليم كوردستان في مشروع طريق التنمية العراقي البالغ 17 مليار دولار

12-02-2025 07:33

 برغراف

التقى رئيس وزراء إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، اليوم مع وزير المالية التركي، محمد شيمشك، لبحث مشروع طريق التنمية الذي تقدر تكلفته بـ17 مليار دولار في العراق، ويهدف إلى ربط الخليج بأوروبا عبر تركيا. وخلال الاجتماع، شدد بارزاني على ضرورة إشراك إقليم كوردستان في المشروع، مشيرًا إلى أن استبعاده قد يضر بالمصالح الاقتصادية والتجارية للمنطقة.

وقال بارزاني: “ناقشنا أهمية مشروع طريق التنمية ودوره في ربط الخليج والعراق وإقليم كوردستان بتركيا وأوروبا عبر السكك الحديدية، واتفقنا على ضرورة المشاركة الفعالة لإقليم كوردستان في هذا المشروع الاستراتيجي.”

الجدل حول مشاركة إقليم كوردستان

من جانبه، أبدى وزير إعادة الإعمار والإسكان في حكومة إقليم كوردستان، دانا عبد الكريم، تحفظاته بشأن استبعاد الإقليم من المشروع. ففي 18 يناير، وصف المشروع بأنه “أهم مبادرة استراتيجية منذ تأسيس العراق”، لكنه انتقد بغداد لعدم التشاور مع السلطات الكوردية. وقال عبد الكريم: “إقليم كوردستان لن يستفيد بالتأكيد من هذا المسار”، معتبرًا أن تجاوز بغداد للأراضي الكوردية يعكس استمرار “التفكير المركزي.”

يُعرف طريق التنمية باسم “طريق الحرير العراقي”، حيث يهدف إلى تسهيل التجارة بين آسيا وأوروبا عبر ميناء الفاو الكبير في جنوب العراق، مرورًا بتركيا من خلال شبكة سكك حديدية وطرق سريعة. حاليًا، يمر المسار الأساسي عبر محافظة نينوى، متجنبًا إقليم كوردستان، باستثناء جزء صغير يمر عبر محافظة دهوك قرب الحدود التركية.

وطالبت حكومة إقليم كوردستان بإعادة النظر في تصميم الطريق ليشمل المزيد من المناطق الكوردية، مؤكدة أن الموقع الاقتصادي والاستراتيجي للإقليم سيعزز نجاح المشروع. إلا أن الحكومة الفيدرالية رفضت هذه المطالب، كما استبعدت مقترحات بديلة من حكومة إقليم كوردستان، مثل الطرق التي تمر عبر كركوك وأربيل أو المسارات الواقعة شرق نهر دجلة.

المخاطر الاقتصادية والرفض الفيدرالي

يُتوقع أن يحقق طريق التنمية عائدات تصل إلى 4 مليارات دولار سنويًا من خلال التجارة والخدمات اللوجستية. وإذا تم استبعاد إقليم كوردستان، فقد يخسر جزءًا كبيرًا من هذه الفوائد الاقتصادية. وأكد عبد الكريم أن دمج الإقليم في المشروع لن يعزز الاقتصاد المحلي فحسب، بل سيقوي أيضًا الروابط الاجتماعية بين العراق وإقليم كوردستان.

من المقرر أن يكتمل المشروع بحلول عام 2050، مع تخصيص 5 مليارات دولار لتوسعة ميناء الفاو، بالإضافة إلى بناء السكك الحديدية والطرق السريعة على ثلاث مراحل. ومن المتوقع أن تصل سرعة القطارات الجديدة إلى 300 كيلومتر في الساعة، مما يقلل مدة الشحن بين أوروبا والخليج من 33 يومًا إلى 15 يومًا فقط.

استمرار المفاوضات بين أربيل وبغداد

رغم الفوائد المحتملة، أدى استبعاد المدن الكوردية الكبرى من المشروع إلى تصاعد التوترات بين أربيل وبغداد. كما ناقش بارزاني وشيمشك العلاقات بين أربيل وبغداد، بما في ذلك الحاجة الملحة لاستئناف صادرات النفط من إقليم كوردستان.

في ظل هذه التطورات، تواصل حكومة إقليم كوردستان مساعيها لتأمين دور أكبر في مشروع طريق التنمية، مؤكدة أن التكامل الاقتصادي بين جميع مناطق العراق سيكون مفتاحًا لنجاح البلاد على المدى الطويل.