برغراف
استقبل مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، اليوم الأحد، في مصيف صلاح الدين، وفد إمرالي برئاسة بروين بولدان وسري سرييا أوندر. وخلال اللقاء، استعرض الوفد رؤيته حول الأوضاع السياسية وعملية السلام في تركيا، كما نقل تفاصيل ونتائج لقاءاته مع عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى مضمون رسالته إلى بارزاني.
ووفقا لبيان صادر عن مكتب بارزاني، أكد الأخير على أهمية عملية السلام باعتبارها المسار الصحيح الوحيد لحل القضايا العالقة، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود من جميع الأطراف لدعم نجاحها. كما جدد استعداده لتقديم المساعدة لضمان إحراز تقدم ملموس في عملية السلام في تركيا.
ومن المقرر أن يتوجه وفد إمرالي، الذي يضم النائبين البرلمانيين سري سرييا أوندر وبرفين بولدان، إلى السليمانية لعقد اجتماعات مع رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني ونائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني.
رسالة أوجلان ومبادرة السلام
يأتي هذا اللقاء في سياق التطورات الأخيرة المتعلقة بجهود السلام، حيث أكد حزب العمال الكوردستاني تلقيه رسالة من أوجلان حول عملية السلام الكردية. وفي مقابلة مع قناة "ستيرك"، أوضح جميل بايك، الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، أن أوجلان يسعى لنقل القضية الكردية من النضال المسلح إلى إطار سياسي وقانوني.
وقال بايك: "أوجلان يريد أن يخطو خطوة جديدة نحو هدف أكبر، وهو تحويل القضية الكردية من ساحة القتال إلى مجال سياسي وديمقراطي"، مشددًا على ضرورة تحسين ظروف اعتقاله للسماح له بالتواصل بحرية.
مفاوضات متجددة واتفاق وشيك
تتواصل المفاوضات بين الحكومة التركية والأحزاب السياسية وأوجلان لإنهاء الصراع المستمر منذ أربعة عقود بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني. وتشير مصادر مطلعة إلى أن اتفاقًا قد يكون قريبًا، حيث يُنتظر أن يعلن أوجلان موقفًا جديدًا بشأن نزع سلاح الحزب.
وكان نواب حزب DEM قد التقوا بأوجلان للمرة الثانية في 22 يناير 2025 لنقل ردود الأحزاب السياسية التركية حول عملية السلام، في خطوة تعكس رغبة الأطراف في إيجاد حلول دائمة للصراع.
ردود الفعل السياسية والآفاق المستقبلية
في بيان صادر عن أوندر وبولدان، تم الكشف عن رؤية أوجلان لحل القضية الكردية وتحقيق الاستقرار الإقليمي. وأشار أوجلان إلى التطورات في غزة وسوريا كعوامل تستوجب تحركًا سريعًا لحل القضية الكردية بشكل جذري.
ودعا جميع الأحزاب السياسية التركية إلى تبني نهج شامل ومشترك، مؤكدًا أهمية الدور البرلماني في هذه العملية. كما أعرب عن استعداده للمساهمة في تأسيس نموذج سياسي جديد، مقترحًا أن يكون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي دور بارز في هذه المرحلة.
وقال أوجلان: "تعزيز الأخوة التركية-الكردية ليس مجرد مسؤولية تاريخية، بل ضرورة حاسمة لمستقبل المنطقة"، مشددًا على أهمية تجاوز الخلافات الأيديولوجية لتحقيق سلام مستدام.
تحول في الموقف التركي
يعد هذا الاجتماع بين أوجلان والمشرعين المؤيدين للأكراد أول اتصال مباشر منذ انهيار عملية السلام عام 2014، مما يعكس تحولًا في الموقف التركي تجاه الملف الكردي.
ويُذكر أن أوجلان، المحتجز في جزيرة إمرالي منذ عام 1999، لم يتمكن من التواصل المباشر مع العالم الخارجي لفترات طويلة. إلا أن الحكومة التركية خففت مؤخرًا من قيود التواصل معه، وسط تقارير تفيد بأن دولت بهجلي اقترح السماح لأوجلان بالتحدث أمام البرلمان التركي حول تفكيك حزب العمال الكوردستاني، في خطوة قد تمثل نقطة تحول تاريخية.
تأسس حزب العمال الكوردستاني عام 1978 بهدف إقامة دولة كردية مستقلة، إلا أنه تحول لاحقًا إلى المطالبة بالحكم الذاتي داخل تركيا. ورغم تصنيفه كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن الجهود الحالية تشير إلى إمكانية فتح صفحة جديدة في مسار الحل السياسي.
تمت مراجعة الخبر للتأكد من دقته وسلاسة صياغته، مع الحفاظ على المعلومات الأساسية وتعزيز وضوحها. هل هناك أي تعديلات إضافية ترغب بها؟