حزب العمال الكوردستاني يعلن وقف إطلاق النار ويدعو إلى إطلاق سراح أوجلان للإشراف على نزع السلاح

01-03-2025 11:45

برغراف

أعلن حزب العمال الكوردستاني التزامه بتنفيذ رسالة زعيمه عبد الله أوجلان، التي دعا فيها إلى نزع السلاح وحل التنظيم. وفي خطوة أولى، أعلن الحزب وقفًا أحادي الجانب لإطلاق النار، مطالبًا بإطلاق سراح أوجلان لقيادة مؤتمر نزع السلاح وحل التنظيم.

بيان حزب العمال الكوردستاني

أكد الحزب في بيان رسمي: "إن إطلاق مثل هذه الدعوة يمثل خطوة بالغة الأهمية، لكن الأهم هو تنفيذها بنجاح. نحن، كحزب العمال الكوردستاني، نتفق مع مضمونها بشكل كامل ونعلن التزامنا بتنفيذها، إلا أن نجاحها يتطلب ضمان الظروف السياسية الديمقراطية والإطار القانوني اللازم".

وأضاف البيان: "نعلن وقف إطلاق النار اعتبارًا من اليوم استجابةً لدعوة القائد آبو لتحقيق السلام والمجتمع الديمقراطي. لن تقوم قواتنا بأي عمليات مسلحة، إلا في حال تعرضنا لهجمات. كما أن مسألة نزع السلاح لا يمكن تحقيقها إلا بإشراف القائد آبو بشكل مباشر".

وأعرب الحزب عن استعداده لعقد مؤتمر للحزب بناءً على طلب أوجلان، لكنه اشترط قيادته الشخصية لضمان نجاحه، وجاء في البيان: "نحن مستعدون لعقد مؤتمر الحزب استجابةً لدعوة القائد آبو، لكن نجاحه يتطلب توفير الظروف المناسبة وإشرافه المباشر. لقد قُدنا الحرب رغم الأخطاء والتحديات، لكن القائد آبو هو الوحيد القادر على قيادة مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي". كما طالب الحزب بضمان الحرية الجسدية لأوجلان وتمكينه من التواصل مع رفاقه دون قيود، داعيًا مؤسسات الدولة المعنية إلى تلبية هذه المتطلبات.

نداء أوجلان التاريخي

في خطوة غير مسبوقة، دعا عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكوردستاني المسجون، مقاتلي الحزب إلى إلقاء السلاح واعتماد حل سياسي للقضية الكردية في تركيا. وجاءت هذه الرسالة بعد زيارة وفد من حزب المساواة والديمقراطية (DEM) له في جزيرة إمرالي في 27 فبراير 2025، حيث نقل عنه دعوته لإنهاء الكفاح المسلح والتحول إلى حركة سياسية سلمية.

وضع أوجلان دعوته في سياق تطور العلاقات التركية-الكردية، مشيرًا إلى أن الحزب نشأ كرد فعل على إنكار الهوية الكردية، لكن الوقت قد حان للانتقال من المقاومة المسلحة إلى العمل السياسي. وقال: "لن يستمر القرن الثاني للجمهورية إلا إذا بُني على الديمقراطية. لا بديل عن الديمقراطية لتحقيق نظام سياسي مستدام، والإجماع الديمقراطي هو الحل".

كما أعرب أوجلان عن استعداده لتحمل مسؤولية الانتقال السلمي، مشيرًا إلى أن شخصيات سياسية تركية، مثل زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي والرئيس رجب طيب أردوغان، أبدت تجاوبًا مع رؤيته. وأضاف: "لم تُهزم أي حركة سياسية حديثة بالقوة، وعلى حزب العمال الكوردستاني أن يعقد مؤتمره ويقرر طوعًا إلقاء السلاح وحل نفسه".

آمال متجددة في عملية السلام

تمثل رسالة أوجلان أول تواصل مباشر مع المشرعين الأكراد منذ انهيار عملية السلام عام 2014. وقد نقل مسؤولو حزب المساواة والديمقراطية، برفين بولدان وأوزتورك توركدوغان، تأكيد أوجلان على أهمية الوحدة التركية-الكردية والإصلاحات الديمقراطية.

وحذر أوجلان من أن الصراعات في الشرق الأوسط، خاصة في غزة وسوريا، تزيد من تعقيد القضية الكردية، داعيًا إلى خطوات عاجلة نحو السلام. كما اقترح أن يلعب أردوغان وبهجلي دورًا رئيسيًا في وضع إطار جديد للسلام، مؤكدًا أن "تعزيز الأخوة التركية-الكردية ليس مجرد مسؤولية تاريخية، بل ضرورة حتمية لاستقرار المنطقة".

رد الحكومة والتحولات السياسية

في تطور، يبدو أن الحكومة التركية تتجه نحو موقف أكثر مرونة تجاه أوجلان. فقد اقترح زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، السماح لأوجلان بإلقاء خطاب في البرلمان التركي للإعلان رسميًا عن حل حزب العمال الكوردستاني، وهي خطوة غير مسبوقة قد تشكل نقطة تحول في العلاقات بين تركيا والحزب.

تأسس حزب العمال الكوردستاني عام 1978 بهدف تحقيق الاستقلال الكردي، لكنه عدّل لاحقًا أهدافه نحو الحكم الذاتي داخل تركيا. ورغم هذا التحول، لا يزال الحزب مصنفًا كمنظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.