بارزاني يدعو إلى تسريع تشكيل الحكومة ويحذر من أزمات إقليمية وعالمية

09-04-2025 02:32

برغراف

حث مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، كلا من حزبه والاتحاد الوطني الكوردستاني على “الإسراع” في تشكيل الحكومة الجديدة لإقليم كوردستان، محذرا من “أزمات حادّة تلوح في الأفق إقليميا ودوليا”.

جاءت تصريحات بارزاني خلال كلمته في افتتاح الدورة السابعة عشرة من معرض أربيل الدولي للكتاب، حيث دعا جميع الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات الأخيرة إلى المساهمة في تشكيل الحكومة العاشرة للإقليم، كلٌّ حسب تمثيله الانتخابي.

وشدّد بارزاني على أن “المسؤولية الأساسية” في تشكيل الحكومة تقع على عاتق الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، موجّهًا إليهما رسالة مباشرة: “الإسراع في تشكيل حكومة إقليم كوردستان ضرورة ملحّة”.

وقال: “رغم اتخاذ خطوات إيجابية حتى الآن، لا يزال الوقت حاسمًا. يجب إكمال العملية وتشكيل الحكومة بأسرع ما يمكن، لأننا نواجه أزمة كبيرة في محيطنا، وقد نشهد أزمة أكبر تلوح في الأفق”.

وفي ما يخصّ التوترات بين أربيل وبغداد، دعا بارزاني جميع القوى السياسية، في الإقليم والعاصمة، إلى التحلي بالشجاعة والاعتراف بالأخطاء وفتح صفحة جديدة، مشيرًا إلى أن “العراق لا يحتمل المزيد من التحديات”.

وحذّر من تعقّد الأوضاع الإقليمية والتهديدات المتزايدة، قائلاً: “اندلعت حرب كبرى في المنطقة، وهناك صراع آخذ في التصاعد”، معربًا عن أمله في “وقف الحروب في أقرب وقت، وإنهاء معاناة الشعوب في فلسطين ولبنان وغيرها”.

وأكد بارزاني أن “الأولوية القصوى هي أن يعمل القائمون على الحكم في بغداد بكل طاقتهم لمنع انزلاق العراق في أتون هذه الصراعات”.

ويعاني إقليم كوردستان من حالة جمود سياسي منذ الانتخابات البرلمانية التي أُجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2024، في ظل تعثّر المفاوضات بين الحزبين الرئيسيين – الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني – بشأن تقاسم السلطة، خاصة في ما يتعلق بالحقائب الوزارية السيادية، مما أخّر تشكيل الحكومة الجديدة.

ويأتي هذا المأزق السياسي في ظل تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الحرب بين إسرائيل وحماس، وتفاقم الأوضاع في لبنان، والمخاوف من صراع إقليمي أوسع تشارك فيه فصائل مدعومة من إيران، ما يزيد من الضغط على العراق، الذي لا يزال يواجه تحديات داخلية تشمل الخلافات حول صادرات النفط، وتوزيع الموازنة، وتطبيق قانون الموازنة الاتحادية.

ويعكس التحذير الصريح من بارزاني مخاوف حقيقية من أن يؤدي استمرار التأخير في تشكيل الحكومة إلى إضعاف قدرة الإقليم على مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، واحتواء التهديدات الإقليمية المتنامية.

ويؤكد مراقبون دوليون مرارًا أهمية وجود حكومة كردية مستقرة وفاعلة لضمان أمن واستقرار العراق والمنطقة بأسرها، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تحرك سريع وفعّال من القادة الكرد لحل الخلافات قبل أن تتفاقم الأزمات.