أردوغان: حزب العمال الكوردستاني سيلقي سلاحه اليوم أو غدا

08-05-2025 03:53

برغراف

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، أن حزب العمال الكوردستاني (PKK) سيلقي سلاحه ويحل نفسه "اليوم أو غدا"، في خطوة وصفها بأنها إيذان ببداية "عهد جديد".

جاء ذلك خلال اجتماع مغلق عقده أردوغان مع وزراء ونواب حزب العدالة والتنمية، ونقلت تصريحاته لاحقا إلى وسائل الإعلام، حيث قال: "لقد تجاوزنا جميع العقبات. سيلقي حزب العمال الكوردستاني سلاحه اليوم أو غدا، وسيتم حل المنظمة. حينها سيبدأ عهد جديد لنا جميعا".

ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوقعات السياسية داخل تركيا والمناطق الكوردية بشأن احتمال نزع سلاح الحزب، الذي يخوض تمردًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ عام 1984.

لكن حتى الآن، لم يصدر عن حزب العمال الكوردستاني أي تأكيد أو نفي رسمي لتصريحات أردوغان. في المقابل، عبّر قادة كورد مقرّبون من الحزب عن تحفظات شديدة، مشكّكين في نوايا الحكومة التركية، ومؤكدين على الدور المحوري لزعيم الحزب المسجون، عبد الله أوجلان، في أي عملية سلام محتملة.

هوزات: لا نزع للسلاح دون أوجلان

في 25 آذار 2025، أكدت بيسي هوزات، الرئيسة المشتركة لاتحاد مجتمعات كوردستان (KCK)، الذي يضمّ حزب العمال الكوردستاني، أن الحزب لن ينزع سلاحه أو يحلّ نفسه دون مشاركة مباشرة وإشراف من أوجلان. وفي مقابلة مع وسائل إعلام مقرّبة من الحزب، انتقدت هوزات الحكومة التركية لتجاهلها نداء أوجلان الأخير وعدم اتخاذ خطوات عملية.

وقالت هوزات: "إذا كنتم جادّين وصادقين، فغيّروا التشريعات"، في إشارة إلى رفض أنقرة اعتماد ما يُعرف بـ"الحق في الأمل"، الذي قد يتيح لأوجلان فرصة الإفراج المشروط أو توسيع نطاق تواصله. وانتقدت موقف وزير العدل التركي، متسائلة: "هل هذا التشريع آية من القرآن؟". وأكدت أن الحزب يصرّ على أن يوجّه أوجلان رسالة مرئية علنية ويشرف شخصيًا على أي مؤتمر يتعلق بنزع السلاح أو حلّ الحزب. وأضافت: "كيف يمكن الحديث عن حلّ دون رسالة مرئية من القائد آبو (أوجلان)؟".

نداء أوجلان التاريخي

وكان أوجلان، المعتقل في سجن جزيرة إمرالي منذ عام 1999، قد وجّه في 27 شباط 2025 نداءً تاريخيًا دعا فيه حزب العمال الكوردستاني إلى إنهاء الكفاح المسلح واعتماد طريق سلمي ديمقراطي. وأكد في رسالته، التي نقلها وفد من حزب الديمقراطية (DEM) الموالي للكورد، أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد نحو المستقبل.

وقال أوجلان: "لا يمكن أن يُتوَّج القرن الثاني للجمهورية إلا بالديمقراطية. لا بديل". ودعا الحزب إلى حلّ نفسه طواعية باعتبار ذلك شرطًا لتحقيق سلام دائم.

وفي أعقاب النداء، أعلن الحزب وقفًا أحادي الجانب لإطلاق النار اعتبارًا من الأول من آذار/مارس، مؤكدًا التزامه بوقف العمليات ما لم يتعرض لهجوم. لكنه شدد على أن نزع السلاح الكامل مشروط بقيادة أوجلان وتوفير بيئة سياسية مواتية.

وجاء في بيان للحزب: "لا يمكن تحقيق نزع السلاح إلا بقيادة أوجلان العملية"، كما طالب بإصلاحات قانونية وضمانات سياسية.

ورغم وقف إطلاق النار، واصلت القوات التركية تنفيذ عمليات عسكرية جوية وبرية ضد مقاتلي الحزب في إقليم كوردستان العراق خلال الأسبوع الماضي، بحسب تقارير من فرق "صانعي السلام المجتمعية" (CPT).

تداعيات سياسية

أثارت رسالة أوجلان جدلا واسعا في الأوساط السياسية التركية. وفي تطور مفاجئ، اقترح زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، السماح لأوجلان بمخاطبة البرلمان التركي للإعلان رسميًا عن حلّ حزب العمال الكوردستاني، في خطوة اعتُبرت تحوّلًا لافتًا عن الموقف التقليدي المتشدد لليمين القومي.

تجدر الإشارة إلى أن حزب العمال الكوردستاني تأسس عام 1978، وكان يطالب في بداياته باستقلال كوردستاني، قبل أن يتحوّل لاحقًا إلى المطالبة بالحكم الذاتي داخل تركيا. ولا يزال الحزب مُدرجًا على قوائم الإرهاب لدى كل من تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وقد رحّب حزب الديمقراطية، الذي يُعدّ امتدادًا لحزب الشعوب الديمقراطي المحظور، بدعوة أوجلان، مجددًا التزامه بالسعي نحو حلّ سلمي للقضية الكوردية. لكنه شدد أيضًا على أن أي تغيير حقيقي يستوجب إشراك أوجلان مباشرة وإجراء إصلاحات ديمقراطية شاملة.