حزب العمال الكوردستاني يختتم مؤتمره برسالة غير مسبوقة من أوجلان تدعو إلى نزع السلاح
برغراف
اختتم حزب العمال الكوردستاني (PKK) مؤتمره الثاني عشر في مناطق الدفاع المشروع (ميديا)، بين 5 و7 مايو/أيار، في ظل أجواء استثنائية خيّمت عليها رسالة رائدة من مؤسس الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، دعا فيها إلى نزع سلاح الحزب بشكل كامل وحلّ التنظيم.
وبحسب بيان مجلس إدارة المؤتمر، عُقدت أعمال المؤتمر في موقعين متزامنين، بمشاركة ممثلين عن جميع القطاعات العملياتية في الحزب. وأكد البيان أن المؤتمر جاء استجابة مباشرة لرسالة أوجلان، التي قُرئت خلال الجلسات، ونوقشت وقُيّمت بشكل معمق.
وأشار المجلس إلى أن الحزب اتخذ “قرارات ذات أهمية تاريخية” استنادًا إلى مضامين رسالة أوجلان، دون أن يعلن رسميًا عن حلّ الحزب، متعهدًا بنشر كامل الوثائق والنتائج فور الانتهاء من توثيق ومراجعة مداولات المؤتمر في كلا الموقعين.
وكان أوجلان، المعتقل في سجن إمرالي منذ عام 1999، قد أصدر نداءً وُصف بالتاريخي في 27 فبراير/شباط 2025، عبر وفد من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكورد، دعا فيه إلى إنهاء الكفاح المسلح، وحلّ التنظيم، والانخراط في مسار سلمي ديمقراطي شامل.
وقال أوجلان في رسالته: “لا يمكن أن يُتوّج القرن الثاني للجمهورية إلا بالديمقراطية. لا بديل عن ذلك”، مشددًا على أن استمرار الصراع المسلح لم يعد يخدم القضية الكوردية، وأن حلّ الحزب بات ضرورة استراتيجية لتحقيق سلام دائم وإصلاح ديمقراطي في تركيا.
وجاء انعقاد المؤتمر خلال ما يُعرف داخل الحزب بـ”شهر الشهداء”، حيث جرى خلاله تكريم إرث الحركة على مدى 52 عامًا، واستُذكر عدد من الشخصيات المحورية، من بينهم حقي قرار، أول عضو سقط في صفوف الحزب، وسري ثريا أوندر، الشخصية الكوردية المخضرمة التي أُشيد بدورها في المؤتمر وعلاقاتها الوثيقة مع أوجلان.
كما جدّد المؤتمر دعوته إلى المجتمعات الكوردية، والقوى الديمقراطية، والرأي العام الدولي، لتبنّي قيم السلام والكرامة والعدالة – المبادئ التي أكدها أوجلان في دعوته لإنهاء النزاع.
وقال البيان الختامي: “ندعو شعبنا الوطني وأصدقاءنا الديمقراطيين إلى تصعيد النضال من أجل الحرية الجسدية للقائد آبو (أوجلان)، والتمسك برؤيته للسلام”.
وفي حال تنفيذ دعوة أوجلان، قد يشكّل ذلك نقطة تحوّل مفصلية في مسار النضال الكوردي داخل تركيا، تُنهي عقودًا من النزاع المسلح، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المشاركة السياسية والحوار الديمقراطي.