برغراف
كشفت وسائل إعلام تركية مقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم عن خطط لعقد اجتماع رفيع المستوى في أربيل يوم الخميس المقبل، يهدف إلى تنسيق عملية نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني.
وبحسب التقارير، سيشارك في الاجتماع كبار قادة الحزب، إلى جانب وفد تركي يضم ضباطًا رفيعي المستوى من القوات المسلحة التركية وجهاز الاستخبارات الوطني (MIT)، فضلًا عن ممثلين عن حكومة إقليم كوردستان.
ويأتي هذا التطور في أعقاب إعلان حزب العمال الكوردستاني مؤخرًا حلّ نفسه وإنهاء صراعه المسلح الذي استمر لأكثر من أربعة عقود، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وقال فاتح عتيق، رئيس مكتب أنقرة في قناة “تي جي آر تي خبر” التركية، إن الوفد التركي يتألف من لجنة تضم ضباطًا بارزين من المؤسستين العسكرية والأمنية. ويهدف الاجتماع إلى وضع إطار عملي لنزع سلاح الحزب، على أن تبدأ عملية تسليم الأسلحة فعليًا بعد الاجتماع بموجب خطة معدّة سلفًا.
ويتماشى هذا التحول مع دعوة زعيم الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، الذي ناشد في وقت سابق هذا العام بوقف الأنشطة المسلحة، ودعا إلى حلٍّ ديمقراطي للقضية الكوردية.
وجرى الإعلان عن حل الحزب خلال مؤتمر عُقد في المناطق الحدودية لإقليم كوردستان العراق، ما اعتُبر مؤشرًا على نهاية محتملة لصراع دام طويلًا وترك أثرًا بالغًا في تركيا والمنطقة.
ووفقًا لشبكة “CNN Türk”، من المتوقع أن تجري عملية نزع السلاح تحت إشراف دولي، بمشاركة مراقبين من الأمم المتحدة وهيئات أخرى ذات صلة.
ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات فقط من تأكيد الحزب رسميًا حلّه والتزامه بنزع السلاح، في خطوة تاريخية غير مسبوقة.
ومن المقرر أن تجري عملية تسليم الأسلحة في عدة مواقع داخل إقليم كوردستان، تشمل مناطق أميدي، وكاني ماسي، وكويسنجق، وسيد صادق، ورانية.
ويمثل الاجتماع المرتقب سابقة في مسار النزاع المستمر منذ 40 عامًا، إذ ستكون هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون عسكريون أتراك بشكل رسمي مع قيادة حزب العمال الكوردستاني. ويرى مراقبون أن مخرجات هذا الاجتماع قد تحدد ما إذا كان إعلان نزع السلاح سيفتح الباب أمام عملية سلام مستدامة، أو سيتحول إلى مبادرة أخرى غير مكتملة في سياق صراع طال أمده.