وزير الموارد في كوردستان: لا نتلقى سوى نصف احتياجاتنا من الغاز وبغداد تضغط على الشركات الأمريكية

برغراف

في مؤتمر رفيع المستوى حول الطاقة عقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، أطلق القائم باعمال وزير الموارد الطبيعية في حكومة اقليم كوردستان تحذيرا شديدا بشأن ازمة الطاقة المتفاقمة، كاشفا ان الاقليم لا يتلقى سوى خمسين بالمئة من احتياجاته الغازية اللازمة لتوليد الكهرباء.

وقال الوزير: لدينا ٦٥٠ مليون قدم مكعب فقط من الغاز المتاح يوميا، في حين نحتاج الى ١١٠٠ مليون قدم مكعب لتلبية الطلب على الكهرباء. واضاف: ما يتاح حاليا لا يغطي سوى نصف حاجتنا الفعلية.

واكد الوزير على اهمية الدور الذي تؤديه شركات الطاقة الامريكية، موضحا ان شركة جنرال الكتريك تسهم في انتاج ٦٤ بالمئة من كهرباء الاقليم، بما يعادل اكثر من ٥٢٥٠ ميغاواط من اجمالي اكثر من ٨٠٠٠ ميغاواط. وقال: مساهمة جنرال الكتريك حيوية، اذ تغذي وحدها الغالبية العظمى من شبكة الكهرباء في كوردستان.

وانتقد الوزير موقف الحكومة الاتحادية العراقية الرافض لصفقات الطاقة التي ابرمتها حكومة الاقليم، داعيًا بغداد الى وقف الضغوط على الشركات الامريكية والسلطات الكوردستانية. وصرح: العراق لا يمتلك كميات كافية من الغاز، بينما يُعد غاز كوردستان مصدرًا رئيسيًا لامدادات الطاقة، لا سيما الكهرباء. واكد ان هذه العقود لا تستهدف احدًا، بل تهدف الى دعم التنمية الاقتصادية وخدمة مصلحة جميع العراقيين.

وجاءت تصريحات الوزير بعد ايام من توقيع حكومة الاقليم عقدين ضخمين مع شركتي الطاقة الامريكيتين HKN/Onex Group (العاملة تحت اسم Miran Energy) وWestern Zagros، بقيمة اجمالية تبلغ ١٠٠ مليار دولار. وتهدف الاتفاقيتان، الموقعتان في واشنطن بتاريخ ١٩ ايار، الى تطوير حقلي ميران وتوبخانة-كردمير في محافظة السليمانية، واللذين يُعتقد انهما يحتويان على نحو ١٣ تريليون قدم مكعب من الغاز و٩ ملايين برميل من النفط.

وشهد توقيع الاتفاقيتين حضور رئيس حكومة اقليم كوردستان، مسرور بارزاني، الذي وصفهما بانهما خطوة مفصلية على طريق السلام والاستقرار الاقتصادي. واضاف: هذه الاتفاقية بقيمة مليار دولار تؤكد التزامنا بالتنمية، وهدفنا هو توفير الكهرباء على مدار الساعة في الاقليم، وتقاسم الفائض مع باقي انحاء العراق.

لكن وزارة النفط العراقية سارعت الى اصدار بيان رسمي في اليوم ذاته، ١٩ ايار، اكدت فيه ان الاتفاقيتين باطلتان قانونيًا وغير دستوريتين، مؤكدة ان العقود النفطية والغازية تقع ضمن الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية.

وفي سياق متصل، اعلنت شركة جنرال الكتريك توقيع اتفاقية رئيسية مع شركة توروس للطاقة في ٢٧ نيسان ٢٠٢٤، لتوسيع قدرات محطة بازيان لتوليد الكهرباء في السليمانية، ومن المتوقع ان تضيف ١٢٥٠ ميغاواط الى الشبكة الوطنية بحلول مطلع عام ٢٠٢٦.

وفي ظل التصعيد المستمر بين اربيل وبغداد حول السيطرة على ملف الطاقة، تواصل حكومة اقليم كوردستان توسيع شراكاتها الدولية بهدف تعزيز استقلالها في مجال الطاقة ودعم الاقتصاد المحلي.