مسرور بارزاني بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الأمريكي: نحن سعداء للغاية بدعم الولايات المتحدة

23-05-2025 10:04

برغراف

أعرب رئيس وزراء إقليم كردستان، مسرور بارزاني، عن ارتياحه للدعم المستمر الذي تقدمه الولايات المتحدة، وذلك عقب اجتماع رفيع المستوى عقده مع وزير الخارجية الأمريكي، في ظل تصاعد التوترات بين أربيل وبغداد بشأن صفقات الطاقة الأخيرة التي أُبرمت مع شركات أمريكية.

وقال بارزاني للصحفيين بعد الاجتماع: “عقدنا اجتماعًا جيدًا ومفيدًا للغاية. نحن سعداء للغاية بالدعم الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة لشعب كردستان”.

وأوضح رئيس الوزراء أن الاجتماع تناول التطورات الإقليمية، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول العمليات السياسية والاقتصادية الجارية. كما وجّه دعوة إلى وزير الخارجية الأمريكي لزيارة إقليم كردستان، مبينًا أن موعد الزيارة سيعتمد على جدول أعمال الوزير.

وتأتي تصريحات بارزاني في وقتٍ أثارت فيه حكومة الإقليم الجدل بتوقيعها مؤخرًا عقدين رئيسيين للنفط والغاز مع شركتي HKN/Onex Group (العاملة باسم Miran Energy) وWestern Zagros الأمريكيتين. وقد وُقّعت الاتفاقيتان في العاصمة واشنطن بتاريخ 19 مايو/أيار، وتُقدّر قيمتهما بنحو 110 مليار دولار، بهدف تطوير حقلي “ميران” و”توبخانة-كردمير” في محافظة السليمانية، واللذين يُعتقد أنهما يحتويان على نحو 13 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و9 ملايين برميل من النفط.

وفي حين رحّبت وزارة الخارجية الأمريكية بهذه الاتفاقيات ووصفتها بأنها تعزز المصالح التجارية الأمريكية والتعاون في مجال الطاقة مع كردستان، رفضت بغداد هذه العقود ووصفتها بأنها مخالفة للدستور.

وأصدرت وزارة النفط العراقية اليوم بيانًا حازمًا أكدت فيه أن “أي اتفاق يتم بمعزل عن الحكومة الاتحادية يُعدّ خرقًا للدستور والقوانين الاتحادية”. وذكّرت الوزارة بقرارات المحكمة الاتحادية العليا، لاسيما القرارات 59/اتحادية/2012 و110/اتحادية/2019، التي تُكرّس حق الحكومة الاتحادية الحصري في إدارة الموارد الطبيعية.

وأضافت الوزارة أنها لا تعارض التعاون مع الشركات الأمريكية، شريطة أن يتم ذلك عبر القنوات الرسمية للحكومة الاتحادية، مؤكدة أن “ثروات العراق تخص جميع العراقيين ويجب إدارتها ضمن إطار قانوني ودستوري موحد”.

من جانبه، قال بارزاني إن على بغداد النظر إلى مصلحة جميع العراقيين عند إصدار مواقفها، وأضاف: “كلما أبدت بغداد مزيدًا من المرونة، كلما أدركت أن جهودنا تصب في مصلحة الجميع”.

 

وأكد مسؤولون في حكومة الإقليم أن الاتفاقات الأخيرة أُبرمت دون العودة إلى بغداد، وأنه لا توجد نية للتشاور معها في هذا الشأن. وقال القائم بأعمال وزير الموارد الطبيعية في الإقليم، كمال محمد، إن “هذه الاتفاقيات تُجسّد التزام حكومة الإقليم بالتنمية والسلام”.

 

كما أعرب وزير الطاقة الأمريكي، كريستوفر رايت، عن دعمه للاتفاقيات خلال مشاركته في قمة للطاقة عُقدت في 22 مايو/أيار، مشيرًا إلى أن توفير الكهرباء يُعد ركيزة أساسية للتنمية وتحسين حياة المواطنين.

 

ومع سعي حكومة إقليم كردستان لتعزيز استقلالها في مجال الطاقة من خلال شراكات دولية، تتصاعد حدّة المواجهة مع بغداد، ما يُنذر بتجدد الصراع القانوني والسياسي حول مستقبل قطاع الطاقة في العراق.