كتائب حزب الله تهدد باستهداف القواعد الأمريكية في حال تدخلها عسكريا إلى جانب إسرائيل
برغراف
مع دخول حرب الصواريخ بين إيران وإسرائيل يومها الثالث، وجهت ميليشيا كتائب حزب الله العراقية، المدعومة من طهران، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة، مهددةً باستهداف مصالحها وقواعدها العسكرية في المنطقة في حال تدخلها عسكريًا إلى جانب إسرائيل.
وقال الأمين العام للكتائب، أبو حسين الحميداوي، في بيان نُشر اليوم الأحد: “في الوقت الذي تواجه فيه الجمهورية الإسلامية العدوان الصهيوني بشجاعة وصمود، فإننا نراقب عن كثب تحركات جيش العدو الأمريكي في المنطقة. وإذا ما تدخلت واشنطن في هذه الحرب، فسنعمل مباشرة ضد مصالحها وقواعدها دون أي تردد”.
وأضاف الحميداوي أن إيران لا تحتاج إلى دعم عسكري خارجي، مشيرًا إلى أنها “تملك من الرجال والإمكانات ما يكفي لتمريغ أنف نتنياهو بالتراب وكبح جماح طغيان هذا الكيان الغاصب”.
كما دعا الحميداوي الحكومة العراقية والفصائل الشيعية المنضوية تحت “الإطار التنسيقي” إلى اتخاذ موقف حازم، محذرًا من اتساع رقعة الصراع. وقال: “الواجب الوطني والديني يفرض اتخاذ موقف شجاع بغلق سفارة الشر الأكبر (الولايات المتحدة) وطرد قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، لأنها تمثل التهديد الأوضح والأخطر لأمن البلاد واستقرار المنطقة”.
وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من تعبير رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن “قلقه البالغ” إزاء الضربات الإسرائيلية ضد إيران، وذلك خلال لقائه مع سفير الاتحاد الأوروبي، توماس سيلر، في بغداد. ووصف السوداني الهجمات بأنها “تهديد مباشر للأمن والاستقرار في العراق والمنطقة”، مطالبًا القوى الكبرى بالتحرك العاجل لاحتواء الأزمة.
وربط السوداني التصعيد الجاري بما وصفه بـ”حرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني”.
في الأثناء، يستمر تبادل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة بين إيران وإسرائيل، حيث استُهدفت ثلاث مدن إيرانية على الأقل خلال الساعات الماضية، فيما فعّلت إسرائيل أنظمة دفاعها الجوي في تل أبيب وحيفا. كما تستمر حالة التوتر في الأجواء، مع بقاء المطارات الرئيسية مغلقة في طهران وأربيل وجنوب تركيا.
وتزداد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع، في ظل التداخل السياسي والجغرافي والعسكري للعراق، الذي يجد نفسه مرة أخرى في قلب أزمة إقليمية معقدة.
ويحذر مراقبون من أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت الدبلوماسية قادرة على احتواء التصعيد، أم أن الأمور ستتجه نحو مواجهة مفتوحة تقودها القوى الإقليمية واللاعبون بالوكالة.