إلقاء السلاح حزب العمال الكوردستاني: محطة تاريخية في مسار النضال الكوردي المسلح في تركيا
برغراف
شهد إقليم كوردستان، اليوم الجمعة، لحظة تاريخية في مسار النضال الكوردي المسلح في تركيا، حيث ألقت أول مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني (PKK) أسلحتها رسميا داخل كهف جاسانا في قضاء دوكان غرب السليمانية، في خطوة تؤشر إلى بداية مرحلة جديدة من النضال السياسي.
وجرت المراسم بحضور مسؤولين محليين وممثلين عن حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية العراقية، إلى جانب عدد من الأحزاب السياسية ومراقبين. وخلال المراسم، سلّم ثلاثون مقاتلا من الحزب أسلحتهم، بينها بنادق كلاشينكوف وأسلحة قنص، ضمن إطار مبادرة سلام تهدف إلى إنهاء أكثر من أربعين عامًا من الصراع المسلح.
وشارك في العملية وفدان من تركيا وشمال كوردستان، برئاسة الرئيسين المشاركين لحزب اليسار الأخضر (DEM)، أحمد تورك وتونجر باكيرهان.
وأصدرت المجموعة بيانا دعت فيه إلى إطلاق سراح عبد الله أوجلان، الزعيم التاريخي لحزب العمال الكوردستاني، وطالبت بحل سياسي شامل للقضية الكوردية. وقال البيان: “سندمر أسلحتنا بمحض إرادتنا استجابة لدعوة القائد أوجلان، وسنواصل مقاومتنا عبر الوسائل السياسية والقانونية والديمقراطية.”
ووصفت الخطوة بأنها بادرة حسن نية تجاه عملية السلام والتحول الديمقراطي، وتعهد المقاتلون بمواصلة النضال من أجل الحرية والعدالة بطرق سلمية.
وجاءت هذه الخطوة بعد ظهور علني نادر لعبد الله أوجلان في 9 تموز 2025، هو الأول منذ اعتقاله في 1999، أعلن فيه نهاية الكفاح المسلح للحزب والتخلي عن الأهداف القومية القائمة على الدولة. وقال أوجلان في كلمته: “تفاصيل إلقاء السلاح ستحدد وتنفذ بشكل عاجل.”
وكان المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكوردستاني، المنعقد بين 5 و7 أيار الماضي في مناطق الدفاع عن ميديا داخل إقليم كوردستان، قد أعلن في 12 أيار حل الحزب كتنظيم مسلح، واصفا ذلك بأنه “تحول تاريخي” في مسيرة حركة الحرية الكوردية.
وجاء القرار استجابة لرسالة من أوجلان نقلها وفد من حزب DEM في 27 شباط، دعا فيها إلى فتح صفحة جديدة تقوم على النضال الديمقراطي والمشاركة السياسية بدلًا من العمل المسلح.
ويرى مراقبون أن هذا التحول يمثل نقطة مفصلية في القضية الكوردية، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار السياسي في تركيا والمنطقة.