برغراف
وزارة الخارجية العراقية اعلنت يوم الاحد ان الوزير فؤاد حسين استقبل القائم بالاعمال الامريكي في بغداد ستيفن فاجن لاجراء مباحثات تركزت على استئناف صادرات النفط من اقليم كوردستان المتوقفة منذ فترة طويلة.
وقالت الوزارة في بيان ان اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، خصوصا دور الشركات النفطية الامريكية العاملة في البلاد، اضافة الى الخلافات المرتبطة بالشركات النفطية في اقليم كوردستان. واوضحت ان الجانبين بحثا “سبل معالجة القضايا العالقة” بما يتيح اعادة تصدير الخام. كما استعرض حسين وفاجن تطورات الاوضاع في المنطقة، حيث عرض الدبلوماسي الامريكي موقف بلاده من المستجدات في الشرق الاوسط.
وتأتي هذه المحادثات في وقت تتزايد فيه المؤشرات على قرب استئناف تصدير نفط كوردستان عبر ميناء جيهان التركي، بعد توقفه في اذار 2023 بقرار تحكيمي الزم انقرة بوقف المبيعات الكوردية المستقلة. ووفق مسؤولين في الاقليم، فان التوقف كبد العراق وكوردستان خسائر تقدر بخمسين مليار دولار.
تركيا تعلن جاهزيتها
وزير الطاقة التركي البارسلان بايرقدار صرح الاسبوع الماضي ان خط انابيب العراق – تركيا يعمل بشكل كامل منذ تشرين الاول 2023 وجاهز لضخ النفط فورا، لكنه اكد ان انقرة تنتظر موافقة بغداد على اتفاقية اطارية جديدة. وقال بايرقدار في مقابلة مع سكاي نيوز “نحن جاهزون منذ الرابع من تشرين الاول 2023”، مضيفا ان تركيا تلقت “اشارات مشجعة” من المسؤولين العراقيين.
وكشف الوزير ان انقرة قدمت مسودة اتفاق خلال محادثاته مع وزير النفط العراقي حيان عبد الغني في فيينا، موضحا ان الاطار الحالي للانبوب لم يعد يلبي توقعات تركيا ولا المعايير العالمية لقطاع الطاقة، مشيرا الى ان طاقة الخط تبلغ ما بين مليون واربعمئة الف الى مليون وخمسمئة الف برميل يوميا.
اختراق بين اربيل وبغداد
في الثالث عشر من اب اعلنت حكومة اقليم كوردستان انها توصلت الى اتفاق جديد مع وزارة النفط العراقية لاعادة التصدير. ووفقا للاتفاق الذي وقع في الحادي عشر من الشهر ذاته، يحتفظ الاقليم بخمسين الف برميل يوميا للاستهلاك المحلي، فيما تسلم الكميات المتبقية الى شركة تسويق النفط العراقية “سومو” لتصديرها عبر تركيا.
ويمثل الاتفاق خطوة مهمة نحو حل الخلاف النفطي بين اربيل وبغداد. اذ ان وقف التصدير في 2023 لم يقتصر على حرمان الاقليم من ايراداته بل عمق ازمته المالية وادى الى تاخر رواتب الموظفين لعدة اشهر.
الانتاج يتعافى بعد هجمات الطائرات المسيرة
ويأتي الاتفاق في وقت بدأ فيه انتاج نفط كوردستان يتعافى من الهجمات بالطائرات المسيرة في تموز الماضي التي عطلت حقولا رئيسية وخفضت الانتاج باكثر من سبعين في المئة. وبحسب يدار صادق رئيس منظمة رونبين للشفافية في العمليات النفطية، فان الانتاج عاد الى نحو مئتين وعشرين الف برميل يوميا مع عودة سبعة من تسعة حقول الى العمل.
واكدت شركة جلف كيستون بتروليوم استئناف الضخ في حقل شيخان الذي ينتج نحو خمسة واربعين الف برميل يوميا، بينما ما زالت الحقول الرئيسية في توكي وبشكابور بقدرة انتاجية تبلغ سبعين الف برميل يوميا خارج الخدمة بسبب الاضرار.
عقبات ما زالت قائمة
وعلى الرغم من التقدم الاخير، ما زالت هناك عقبات امام استئناف الصادرات بشكل كامل، اذ يتعين على بغداد وانقرة ابرام اتفاقية اطارية شاملة، فيما تطالب الشركات النفطية الدولية العاملة في كوردستان بضمانات لاسترداد التكاليف وسداد المتأخرات.
وفي الاثناء يواصل اقليم كوردستان مواجهة ازمة مالية حادة مع استمرار تاخر رواتب القطاع العام وارتباط الايرادات بتسليم النفط