بافل طالباني: السليمانية تملك تاريخا مشرفا في الديمقراطية وحرية التعبير

28-08-2025 02:18

برغراف

زعيم الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني جدد تأكيد التزام حزبه بالديمقراطية وحرية التعبير، واصفا السليمانية بأنها مدينة ذات تاريخ مشرف في الدفاع عن هذه القيم.

وخلال خطاب علني، انتقد طالباني الحروب المستمرة وعدم الاستقرار في الشرق الاوسط، ولا سيما الحرب في غزة، وربط معاناة الفلسطينيين بالنضال التاريخي للشعب الكوردي.

وقال طالباني إن الشعب الكوردي كان ضحية للحروب والتمييز لعقود طويلة، وهو يعرف معنى الحرب والتهجير والاضطهاد. واضاف أن الناس في هذه المنطقة يحاولون دائما التمسك بالأمل، ولذلك يجب العمل معا لإيصال رسالة السلام والأخوة إلى العالم. وأكد أنه يجب التصرف بأنفسنا وعدم الاكتفاء بالكلام بل تحويله إلى فعل.

تأتي تصريحات طالباني في وقت يشهد صراعا داخليا عميقا، عقب اشتباكات لالازار العنيفة في الثاني والعشرين من آب في السليمانية بين القوات الامنية ومسلحين موالين لخصمه لاهور شيخ جنكي. وقد تعرض الاتحاد الوطني لانتقادات واسعة بسبب استخدام الاسلحة الثقيلة في العملية التي حولت منطقة سكنية إلى ساحة معركة.

مذكرات قبض ومزاعم بمحاولة اغتيال

اعلنت وكالة الامن التابعة لإقليم كوردستان في السليمانية، والخاضعة لسيطرة الاتحاد الوطني، عن صدور مذكرات قبض بحق لاهور شيخ جنكي، زعيم جبهة الشعب، وازي امين المدير السابق لجهاز زانياري والرئيس الحالي لمجلس امن اقليم كوردستان في اربيل.

واتهمت المذكرات الرجلين بمحاولة إثارة الفوضى في السليمانية والتخطيط لاغتيال طالباني. وأفادت بأن شخصين اعتقلا بعد مراقبة تحركات طالباني، وكانا مجهزين ببنادق قنص وطائرات مسيرة انتحارية.

وقالت الوكالة إن التحقيقات تشير إلى أن العملية كانت بإشراف لاهور شيخ جنكي، كما اتهمته مع ازي امين بالتآمر لزعزعة استقرار السليمانية من خلال هجمات عنيفة تستهدف مسؤولين سياسيين وامنيين ومدنيين.

كما صدرت مذكرة منفصلة بحق ازي امين استنادا إلى المادة 406 من قانون العقوبات العراقي الخاصة بالقتل العمد، والمادة 56 المتعلقة بالتآمر ضد امن الدولة. وهو متهم بالتورط في معركة لالازار وقتل مدنيين ومحاولة تنفيذ اعمال إرهابية.

لاه‍ور شيخ جنكي يتحدث من داخل الاحتجاز

في اول تصريح علني له منذ اعتقاله، نفى لاهور شيخ جنكي تعرضه لسوء المعاملة في السجن. وقال لوفد من المفوضية المستقلة لحقوق الانسان في اقليم كوردستان إنه بصحة جيدة، ويقيم في غرفة منفردة، ويسمح له بالاتصال بأسرته.

واكد شيخ جنكي انه ومنذ نقله إلى سجن الاسايش في كاني گوما لم يتعرض للعنف او التعذيب ولم يجبر على الاعتراف. ودعا المفوضية إلى متابعة قضيته عن قرب وضمان الاجراءات القانونية.

واضاف انه سبق ان حذر ممثلين عن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحكومة اقليم كوردستان من خطر اندلاع مواجهات.

ومن جانبها اكدت رئيسة المفوضية الدكتورة منى ياكو حق شيخ جنكي في الحصول على محام، واشارت إلى ان موضوع وصوله إلى محاميه سيتم حسمه قريبا.

اشتباكات لالازار تخلف خمسة قتلى

ترتبط هذه التطورات بالمواجهة العنيفة التي وقعت يوم الثاني والعشرين من آب في فندق لالازار، حيث كان شيخ جنكي يقيم ويدير مكتبه السياسي.

وحاولت القوات الامنية تنفيذ مذكرة اعتقال بحقه، مما ادى إلى ساعات من القتال مع قواته الموالية المعروفة بـ قوة العقرب.

واسفرت الاشتباكات عن مقتل خمسة اشخاص، بينهم ثلاثة من افراد القوات الامنية واثنان من مقاتلي مجموعة شيخ جنكي، إضافة إلى إصابة العشرات واعتقال اكثر من مئة وستين شخصا. كما تعرضت المناطق السكنية المحيطة لاضرار جسيمة.

واستسلم شيخ جنكي، الذي شغل سابقا منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني واسس جبهة الشعب بعد ابعاده عام 2021، مع شقيقه بولاد وعدد من مساعديه البارزين بعد انتهاء المواجهة.