ازمة المياه تتفاقم.. السوداني يقر اجراءات عاجلة وكوردستان تواجه جفافا متسارعا

30-08-2025 01:12

 

برغراف

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ترأس يوم الخميس الماضي اجتماعا للمجلس الاعلى للمياه، واقر مجموعة من الاجراءات العاجلة لمواجهة تفاقم ازمة المياه في البلاد، في وقت كشفت فيه معطيات جديدة من اقليم كوردستان عن سوء ادارة مقلق للموارد المائية.

وذكر بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء ان وزير الموارد المائية قدم استعراضا مفصلا لاوضاع المياه في العراق وتوقعات الموسم الشتوي المقبل، مشيرا الى تراجع حصة البلاد من نهري دجلة والفرات، وتزايد ضغوط التغير المناخي، وتفاقم تأثيرات الجفاف على الزراعة والبيئة والحياة اليومية.

المجلس صادق على سلسلة من السياسات، بينها اعتماد تقنيات الري الحديثة، واعادة هيكلة الخطط الزراعية على اسس مرنة تراعي الجفاف، ودعم الفلاحين عبر برامج الحماية الاجتماعية، اضافة الى التحول نحو محاصيل قليلة الاستهلاك للمياه وحماية سلاسل الامداد الزراعية.

كما وجه السوداني نائبه وزير الخارجية بعقد اجتماع خاص مع الوزراء والمديرين المعنيين لوضع استراتيجية وطنية شاملة للمياه. ووافق المجلس ايضا على التفاوض مع تركيا لاطلاق كميات اضافية في دجلة والفرات، واجراء مباحثات فنية مع ايران بشأن نهري الكرون والكرخة.

ومن بين الاولويات التي اقرت، تعزيز التكيف مع التغير المناخي عبر اطلاق برنامج دعم مالي وفني للفلاحين ومربي الماشية في المناطق المتضررة من الجفاف، وتوسيع التعاون بين الوزارات لرسم خارطة طريق لمواجهة الازمة على المدى الطويل.

ويأتي الاجتماع بعد اقل من اسبوعين على اعلان وزارة الزراعة ان الصندوق الاخضر للمناخ المدعوم من الامم المتحدة وافق على تمويل مشروع بقيمة 39 مليون دولار ينفذ مع منظمة الاغذية والزراعة الدولية لمساعدة العراق على تكييف الزراعة مع التغير المناخي، فيما تعهدت السويد بتقديم 10.2 ملايين دولار لمشاريع الزراعة الذكية مناخيا وتربية الاسماك. كما زرع العراق اكثر من ثمانية ملايين شجرة خلال العام الماضي ضمن حملة وطنية للتشجير.

لكن في المقابل، كشف تحقيق لموقع برغراف عن صورة قاتمة في اقليم كوردستان، الذي يضم انهارا وبحيرات واكثر من 5200 نبع طبيعي، الا انه يعاني ما وصفه الخبراء بازمة ادارة مستنزفة. فقد جف اكثر من 1650 نبع، فيما انخفض منسوب المياه الجوفية في اربيل وحدها بنحو 500 متر منذ تسعينيات القرن الماضي، اذ كانت الابار تصل الى المياه على عمق 120 مترا، بينما بات الحفر اليوم يصل الى 700 متر، فضلا عن وجود اكثر من 28 الف بئر غير منظمة تسرع الاستنزاف.

كما تراجعت مناسيب خزاني دوكان ودربنديخان ، اللذين يحتفظان بما يقارب ثلث مياه العراق، الى مستويات حرجة. وحذر الخبراء من ان غياب الاستثمار في مشاريع استراتيجية مثل سد بخمة المتأخر منذ عقود على نهر الزاب الكبير، سيعرض الاقليم والعراق لازمة مائية حادة.

الخبير في شؤون المياه عبد الله بوتاني قال لبرغراف ان التخطيط الاستراتيجي قادر على تأمين مستقبل المياه في العراق، محذرا من ان غيابه سيهدد المياه السطحية والجوفية معا. اما محلل امن المياه سرمد لطيف فاكد ان العراق اصبح ضمن الدول الادنى عالميا في الامن المائي، موضحا ان غياب الاجراءات الحاسمة سيؤدي الى الجفاف والتصحر وانهيار الزراعة.

وبينما يدعو رئيس الوزراء الى استراتيجية وطنية للمياه، يؤكد الخبراء ان الاموال والمساعدات الخارجية وحدها غير كافية، وان قدرة العراق على تجاوز الازمة تعتمد اساسا على الارادة السياسية والسياسات المتماسكة والاصلاح الجاد في ادارة اثمن موارده.