أكبر تجديد للسلك الدبلوماسي منذ 16 عاما؛ السفراء الجدد يؤدون اليمين أمام رئيس الجمهورية

10-09-2025 08:29

برغراف

ادى السفراء الجدد للعراق اليمين امام رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد يوم الاربعاء 10 ايلول 2025 في قصر بغداد، في مراسم وصفت بالتاريخية، كونها تمثل اكبر عملية تجديد للسلك الدبلوماسي العراقي منذ اكثر من ستة عشر عاما. وحضر المراسم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين.

في كلمته، هنأ الرئيس رشيد السفراء بمناسبة تعيينهم، مؤكدا ان القسم الذي ادوه يضع على عاتقهم مسؤولية وطنية كبيرة. وشدد على ان مبعوثي العراق يجب ان يكونوا مدافعين عن المصالح الوطنية في الخارج، ويعملوا على توطيد العلاقات مع الحكومات الاجنبية، والترويج للعراق كوجهة مستقرة وجاذبة للاستثمار. وقال: “هذا التمثيل مسؤولية كبرى وامانة عظيمة في حمل رسالة الدفاع عن مصالح العراق في المحافل الدولية”، داعيا اياهم الى تقديم “العراق الجديد” الى العالم. 

وجاءت مراسم اداء اليمين بعد سنوات من الجمود الدبلوماسي. ووفقا لموقع برغراف، تعد هذه التعيينات اكبر دفعة من السفراء منذ عام 2009 عندما تمت المصادقة على 63 دبلوماسيا. ومنذ ذلك الحين، واجهت الحكومات المتعاقبة صعوبات في التوصل الى اتفاق بشأن المناصب، ما ترك العديد من السفارات دون قيادة. فمن اصل 70 سفارة و13 قنصلية، لم يكن يخدم سوى 27 سفيرا قبل مراسم الاربعاء، وكان بعضهم قد تجاوز سن التقاعد او نُقل الى مواقع داخل وزارة الخارجية.

القائمة الجديدة للسفراء وعددهم 93 تعكس التنوع السياسي والاجتماعي في العراق، اذ تضم 49 شيعيا، و23 من العرب السنة، و17 من الكورد (تسعة رشحهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني وثمانية من الاتحاد الوطني الكوردستاني)، الى جانب اربعة ممثلين عن المكونات الدينية من المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين. كما شملت التعيينات خمس نساء، ثلاث منهن من الكورد، في خطوة اعتُبرت تقدما في تمثيل المرأة داخل السلك الدبلوماسي.

واوضح الرئيس رشيد ان القائمة النهائية جرى اختيارها من بين مئات المرشحين وصادق عليها البرلمان، مؤكدا ان العملية هدفت الى تحقيق التوازن بين المكونات مع ضمان اختيار شخصيات مؤهلة. واضاف ان على المبعوثين الجدد استثمار حالة الاستقرار الداخلي لتعزيز صورة العراق، وتطوير علاقاته السياسية والاقتصادية، وجذب الشركات العالمية للعمل فيه.

غياب السفراء لسنوات اثر سلبا على قدرة العراق في تمثيل نفسه دوليا، حيث تولى القائمون بالاعمال ادارة السفارات في عواصم مهمة، وهو ما قلل من قدرة بغداد على التأثير في القرارات الدولية او جذب الاستثمارات. ويرى محللون ان استكمال هذه المناصب يعد خطوة حاسمة لتمكين العراق من ادارة علاقاته المعقدة مع جيرانه مثل ايران وتركيا، والحفاظ على شراكاته مع الولايات المتحدة والدول الاوروبية.

السفراء الجدد اعربوا عن امتنانهم للثقة الممنوحة لهم، متعهدين بخدمة العراق بإخلاص وتعزيز صورته في الخارج. وبالنسبة للعديد من المراقبين، فإن هذه المراسم لم تنه سنوات من الشلل الدبلوماسي فحسب، بل شكلت ايضا بداية مرحلة اكثر ثقة في اعادة انخراط العراق مع المجتمع الدولي.