إقليم كوردستان والولايات المتحدة يؤكدان التزامهما بإصلاح قوات البيشمركة

16-09-2025 09:26

 

برغراف

جددت حكومة إقليم كوردستان والولايات المتحدة الأمريكية التزامهما المشترك بمواصلة جهود إصلاح وتوحيد قوات البيشمركة، في إطار خارطة الطريق المتفق عليها بين الجانبين منذ عام 2022.

وأعلنت رئاسة الإقليم عن عقد جولة جديدة من الاجتماعات بين مؤسسات حكومة إقليم كوردستان ووفد عسكري ودبلوماسي أمريكي، خُصصت لمراجعة عملية الإصلاح الجارية في وزارة شؤون البيشمركة.
وبحسب البيان الرسمي، ناقش الجانبان التقدم المحرز حتى الآن، مؤكدين أهمية توحيد القوات الكوردية والتعامل الجاد مع التحديات المتبقية، مع ضرورة تسريع وتيرة الإصلاح وتعزيز التنسيق المشترك.

بارزاني يطلق إجراءات جديدة

وتأتي هذه الاجتماعات بعد إشراف رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، على تبنّي حزمة جديدة من الإجراءات الهادفة إلى دفع جهود التوحيد والإصلاح قدمًا داخل وزارة البيشمركة.
وأوضح بارزاني أنه تم اتخاذ "قرارات هامة" تتعلق بالمساءلة المالية وإعادة هيكلة القوات، مشددًا على أن "جميع مكونات البيشمركة يجب أن تخضع لوحدة محاسبية واحدة، بإشراف وزارة المالية في حكومة الإقليم".

كما وجّه بارزاني بتسريع معالجة ملفات تقاعد المحاربين القدامى وضمان عدم تأخر صرف مستحقاتهم بسبب أي عوائق قانونية أو فنية.
وفي هذا السياق، جدّد دعوته للحكومة الاتحادية في بغداد لتوحيد رواتب البيشمركة مع رواتب الجيش العراقي، قائلًا: "البيشمركة جزء من منظومة الدفاع العراقية، ويجب أن تعكس رواتبهم هذا الواقع".

تحديات مستمرة تعرقل التقدم

رغم هذه المبادرات، لا تزال عملية الإصلاح تواجه تحديات كبيرة، بحسب تقرير صادر عن مكتب المفتش العام في وزارة الخارجية الأمريكية في تموز 2025، والذي أشار إلى أن الانقسامات السياسية والقيود المالية تُعيق جهود الدمج.
ويتمثل التحدي الأكبر في بطء تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين واشنطن وحكومة إقليم كوردستان، والتي وضعت خارطة طريق تمتد لأربع سنوات لدمج القوات الحزبية، وتحديدًا الوحدة 80 التابعة للحزب الديمقراطي الكوردستاني، والوحدة 70 التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني، ضمن هيكل موحد غير حزبي تحت إشراف وزارة شؤون البيشمركة.

وأكد التقرير أن التقدم كان محدودًا، رغم الالتزامات الرسمية، مشيرًا إلى أن "وحدات البيشمركة ما زالت منقسمة على أسس حزبية، مع إحراز تقدم ضئيل نحو التوحيد الحقيقي".

انقسام حزبي يعوق الإصلاح

ويرى مراقبون أن الانقسام بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني (KDP) والاتحاد الوطني الكوردستاني (PUK) يمثل العقبة الأساسية أمام تنفيذ الإصلاحات.
فكلا الحزبين يحتفظان بسيطرتهما المباشرة على قواتهما، ما يضعف من سلطة وزارة البيشمركة، ويفتح المجال لاستمرار ظواهر سلبية، من أبرزها "الجنود الأشباح" على قوائم الرواتب.

ورغم تقديم الولايات المتحدة وشركاء أوروبيين دعمًا مستمرًا منذ عام 2016، يشمل التدريب والمعدات والتمويل، إلا أن هذا الدعم مشروط بمدى الالتزام بعملية الإصلاح.
ولا تُمنح المساعدات إلا للوحدات غير الحزبية التي تم دمجها رسميًا ضمن وزارة البيشمركة. ووفقًا للبيانات الحالية، تم نقل نحو 72 ألف عنصر إلى ألوية الحرس الإقليمي، بينما لا يزال آلاف آخرون خارج هذا الإطار.

تحذيرات من تقليص الدعم

وقد أدّت الخلافات المالية بين أربيل وبغداد إلى تأخير صرف الرواتب، ما انعكس سلبًا على الروح المعنوية لعناصر البيشمركة. كما حذر المسؤولون الأمريكيون من أن استمرار التباطؤ في الإصلاح قد يدفع بواشنطن إلى إعادة النظر في مستويات الدعم المستقبلية.

وحذّر التقرير الأمريكي من أن أجندة الإصلاح مهددة بالانهيار ما لم تتوفر إرادة سياسية جادة من طرفي الحكم في الإقليم.
وجاء في التقرير: "لا يكفي التركيز على إصلاح قوات البيشمركة فقط، بل هناك حاجة ملحة لإصلاح أوسع يشمل مؤسسات الأمن الداخلي، والتقليل من النفوذ الحزبي، من أجل ضمان الاستقرار طويل الأمد في كوردستان".