برغراف
منعت شبكة “روداو” الاعلامية من حضور مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم حكومة اقليم كوردستان بيشوا هوراماني، الذي وصف بعض وسائل الاعلام بأنها “مضللة”، مشيرا الى ان المشاركة في المؤتمرات الصحفية تعتمد على مدى التزامها “بالواجبات المهنية”.
واثار هذا القرار انتقادا واسعا من مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، الذي وصف تصريحات هوراماني بأنها “تهديد لجميع وسائل الاعلام وعقبة امام حرية الصحافة وانتهاك لقانون الصحافة”. وذكر المركز ان صحفيي “روداو” دُعوا في البداية للمؤتمر، لكن طُلب منهم عدم تجهيز ميكروفوناتهم عند الوصول.
وخلال المؤتمر، قال هوراماني لمراسل قناة “8” دون ان يذكر “روداو” بالاسم: “الشبكة الاعلامية التي ذكرتها، او اي قناة اخرى، لها الحق في الحضور في مؤتمراتي الصحفية طالما اشعر بان لديها التزاما مهنيا. قد يأتي يوم لا تكون فيه انت ايضا في مؤتمراتنا، لكن الان لدينا علاقة جيدة وتنقلون اخبار الحكومة بشكل صحيح ومناسب”.
واكد مركز مترو ان تصريحات هوراماني تظهر “اتجاها متزايدا في عرقلة حرية الصحافة وتقويض قانون الصحافة، الذي يمنح الصحفيين صراحة الحق في حضور المؤتمرات والفعاليات العامة”. واضاف المركز ان رد المتحدث “يمثل تهديدا لجميع القنوات الاخرى التي لا تغطي اخبار الحكومة وفق المعايير المهنية، ويؤكد تقويض القانون والحقوق المكفولة للصحفيين”.
ويأتي هذا الحظر في سياق الصراع السياسي المستمر بين رئيس وزراء اقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني، حيث غالبا ما تنتقل التوترات بينهما، اللذين يقودان جناحين مختلفين من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الى المجال الاعلامي. وتعد شبكة “روداو”، المملوكة لرئيس الاقليم، في قلب هذا الخلاف، مع قيود مفروضة من مكتب رئيس الوزراء على وصول الشبكة الى المسؤولين الحكوميين والمعلومات.
وفي اغسطس 2022، ذكرت تقارير ان صحفيي “روداو” لم يتمكنوا من اجراء مقابلات مع الوزراء او الحصول على تصريحات رسمية لمدة شهرين، مما اثر على برامج القناة. ويعود اصل الخلاف الى عام 2019 عند تولي مسرور بارزاني منصب رئيس الوزراء خلفا لابن عمه نيجيرفان، ومنذ ذلك الحين تتبادل الاطراف الاتهامات بشأن الفساد وفشل الادارة، في حين تنتقد تغطية “روداو” تعامل الحكومة الحالية مع الازمات المالية والسياسية.
ويواجه اقليم كوردستان منذ ثماني سنوات ازمة مالية حادة ونزاعات مستمرة مع بغداد حول النفط والميزانية، في ظل تراجع واضح لحرية الصحافة، مع قلة وسائل الاعلام المستقلة وسيطرة الاحزاب السياسية على القنوات التلفزيونية. وبموجب المادة 7 من قانون الصحافة لعام 2007، يحق للصحفيين حضور المؤتمرات العامة، الا ان الحكومة الحالية تلقت انتقادات محلية ودولية لانتهاك هذه الحقوق، بما في ذلك اعتقال العشرات من الصحفيين والنشطاء، خاصة في دهوك.
ويؤكد حظر حضور “روداو” للمؤتمر الصحفي مرة اخرى مدى ارتباط الصراعات السياسية بالتحكم بالاعلام في كوردستان، مما يثير مخاوف جدية بشأن مستقبل حرية الصحافة في الاقليم.