برغراف
رحبت حكومة إقليم كوردستان بالاتفاق الذي وصفه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بـ “التاريخي” بشأن إدارة صادرات النفط الخام، مؤكدة أن صادرات النفط من الإقليم ستستأنف خلال 48 ساعة.
وقال رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني إن الاتفاق جاء نتيجة جهود متواصلة من فرق ووفود جميع الأطراف، بما في ذلك حكومة الإقليم، وشركات النفط المنتجة، ووزارة النفط الاتحادية، ومنظمة تسويق النفط العراقية (سومو). وأضاف: “بهذه الخطوة، يعاود إقليم كوردستان التواصل مع الأسواق النفطية العالمية. في هذا اليوم التاريخي، تم إزالة عقبة كبيرة أمام ضمان حقوق الشعب الكوردي المالية. ومع استئناف صادرات النفط، نؤكد ضرورة الالتزام بكل الحقوق الدستورية للإقليم.”
كما أكدت وزارة الموارد الطبيعية في الإقليم أن صادرات النفط ستستأنف خلال 48 ساعة، مشيرة إلى أن الاتفاق جاء بعد اتفاق ثلاثي بين الوزارة ووزارة النفط العراقية وشركات النفط الدولية العاملة في الإقليم.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء السوداني أن بغداد وأربيل توصلتا إلى اتفاق يقضي بتسليم جميع كميات النفط الخام المنتجة في إقليم كوردستان إلى وزارة النفط الاتحادية لتصديرها عبر خط أنابيب العراق–تركيا من ميناء جيهان. وأضاف السوداني أن هذا الاتفاق يضمن “توزيعاً عادلاً للثروة، وتنويع منافذ التصدير، وتشجيع الاستثمار، وهو إنجاز استغرق 18 عاماً لتحقيقه.”
ويأتي الاتفاق بعد أكثر من عامين من الجمود في صادرات النفط من الإقليم، والتي توقفت في مارس 2023 بعد حكم تحكيم دولي في باريس لصالح بغداد في نزاعها مع أنقرة بشأن تشغيل خط الأنابيب.
وأكدت وزارة النفط الاتحادية أن جميع صادرات النفط ستتم وفق الإجراءات المعتمدة والدستور وقانون الموازنة العامة وقرارات المحكمة الاتحادية، مشددة على أهمية الشفافية في الإيرادات النفطية، وأن الاتفاق سيعزز المالية العامة ويزيد قدرة الحكومة على تمويل الخدمات والمشاريع التنموية.
وتعتبر النزاعات الطويلة حول إدارة الموارد النفطية والغازية عاملاً مستمراً في توتر العلاقات بين بغداد وأربيل. بينما كانت حكومة الإقليم تصدر النفط بشكل مستقل عبر تركيا، أصرت بغداد دائماً على سلطتها الدستورية في الإشراف على ثروات العراق النفطية.
ويرى المراقبون أن الاتفاق قد يمهد الطريق لحل النزاعات المالية والسياسية الأوسع، بما في ذلك تحويلات الميزانية وتقاسم الإيرادات مع إقليم كوردستان، كما يمثل خطوة مهمة لتعزيز دور العراق في أسواق الطاقة العالمية وتحسين العلاقات مع تركيا، الشريك الأساسي لخط الأنابيب.