بغداد واربيل يفتحان حقبة جديدة: استئناف صادرات النفط بعد سنوات من الجمود

25-09-2025 11:34

برغراف

اعلن الامين العام لحكومة اقليم كوردستان امانج رحيم ان صادرات النفط من الاقليم ستبدأ السبت 27 ايلول 2025 عبر خط انابيب كوردستان جيهان وذلك بعد التوصل الى اتفاق تاريخي مع بغداد. واكد رحيم الذي كان جزءا من الوفد الكوردستاني المفاوض ان الاتفاق الثلاثي بين وزارة الموارد الطبيعية في الاقليم ووزارة النفط العراقية وشركات النفط المنتجة سيضمن استقرار صرف رواتب موظفي القطاع العام والمستحقات المالية في الاقليم.

وكتب رحيم على صفحته ان هذا الاتفاق ينهي معاناة موظفي الدولة وانتظارهم للمستحقات التي كان يجب ان تصرف بعيدا عن الصراعات مشددا على اهمية الاتفاق من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية. ويتضمن الاتفاق ست مواد رئيسية ومقدمة تحدد حقوق والتزامات جميع الاطراف الثلاثة بشكل واضح. وبموجب الاتفاق سيتم تسليم كل النفط الخام المنتج في الاقليم باستثناء الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي الى الشركة الوطنية لتسويق النفط سومو للتصدير عبر تركيا على ان تعاد العائدات الى الخزينة الاتحادية في بغداد قبل تخصيصها لتمويل الرواتب والمستحقات الاخرى في الاقليم.

ورحب رئيس وزراء الاقليم مسرور بارزاني بالاتفاق واصفا اياه بانه نتيجة جهود متواصلة من فرق ووفود جميع الاطراف بما فيها الاقليم وشركات النفط ووزارة النفط الاتحادية وسومو. واضاف مع هذه الخطوة يعيد اقليم كوردستان الاتصال باسواق النفط العالمية وفي هذا اليوم التاريخي ازيلت عقبة كبيرة امام تأمين المستحقات المالية لشعب كوردستان ومع استئناف الصادرات نؤكد على ضرورة تنفيذ جميع الحقوق الدستورية للاقليم.

واكدت وزارة الموارد الطبيعية في الاقليم ان الصادرات ستستأنف خلال 48 ساعة بعد الاتفاق الثلاثي مع وزارة النفط الاتحادية والشركات النفطية الدولية العاملة في الاقليم مشيرة الى ان اجتماعا لمتابعة العمليات مقرر عند الساعة السادسة صباحا يوم السبت.

ووصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق بانه انجاز استغرق 18 عاما مشيرا الى انه يضمن توزيعا عادلا للثروات وتنويع منافذ التصدير وتشجيع الاستثمار. ويعد الاتفاق نهاية لاكثر من عامين من الجمود بدأ في اذار 2023 بعد حكم تحكيمي دولي في باريس لصالح بغداد في النزاع مع انقرة حول تشغيل خط الانابيب.

واكدت وزارة النفط العراقية ان التصدير سيتم وفق الدستور وقانون الموازنة العامة الاتحادية وقرارات المحكمة الاتحادية مع التركيز على الشفافية في ادارة العائدات. وقالت الجهات الرسمية ان الاتفاق سيعزز المالية العامة ويزيد ايرادات الموازنة ويمنح الحكومة قدرة اكبر على تمويل الخدمات ومشاريع التنمية في جميع انحاء العراق.

ويعتبر محللون ان هذا الاتفاق الثلاثي التاريخي خطوة مهمة نحو استقرار العلاقات بين بغداد واربيل وحل النزاعات الطويلة حول عائدات النفط وتعزيز دور العراق في اسواق الطاقة العالمية كما يضمن استمرار العمليات عبر تركيا الشريك الاساسي في نقل النفط. ومن المتوقع ان تصل اولى شحنات النفط الى الاسواق العالمية يوم السبت 27 ايلول 2025 مما يمثل نصرا رمزيا لاقليم كوردستان في تأمين حقوقه الدستورية والمالية ووضع حد لسنوات من عدم اليقين بشأن عائدات النفط وصرف رواتب موظفي القطاع العام.