بارزاني يشيد باستئناف صادرات نفط كوردستان ويثمن دور الولايات المتحدة في إنجاح الاتفاق

27-09-2025 11:42

 

برغراف

اشاد رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني بالاستئناف المرتقب لصادرات النفط عبر خط انابيب العراق – تركيا، واصفا الخطوة بانها انجاز كبير لكل العراقيين وخاصة لشعب كوردستان. واعتبر بارزاني ان الاتفاق الذي تم باشراف شركة تسويق النفط العراقية سومو يمثل نقطة تحول في اقتصاد الاقليم والسياسة النفطية للعراق بشكل عام.

جاءت تصريحات بارزاني خلال المؤتمر الاكاديمي السنوي لاحياء ذكرى نقييه في اربيل، حيث وصف استئناف تدفق النفط بانه حدث تاريخي مهم، موجها شكره لجميع الاطراف التي ساهمت في انجاح الاتفاق، وبالاخص الولايات المتحدة التي لعبت – بحسب قوله – دورا حاسما في التوصل الى هذا الاختراق. واضاف: لقد كانوا داعمين حقيقيين لاتمام هذه العملية، سواء الحكومة الامريكية او سفيرها في واشنطن وبغداد وقنصلها في اربيل.

عودة الى الاسواق العالمية

صباح السبت، تدفق نفط كوردستان مجددا عبر خط الانابيب باتجاه ميناء جيهان التركي، وذلك للمرة الاولى منذ نحو عامين ونصف. ونقلت وزارة الثروات الطبيعية في الاقليم ان النفط عبر الى الاراضي التركية ومن المتوقع ان يصل الى ميناء جيهان والاسواق العالمية خلال الساعات التالية.

ويصدر الاقليم حاليا قرابة 190 الف برميل يوميا، فيما يحتفظ بنحو 50 الف برميل للاستهلاك المحلي.

وكانت الصادرات قد توقفت في 25 اذار 2023، عقب صدور حكم من محكمة تحكيم دولية في باريس لصالح بغداد في نزاعها مع انقرة حول تشغيل خط الانابيب، وهو ما حرم الاقليم من مصدر رئيسي للايرادات وقطع نحو 230 الف برميل يوميا عن الاسواق العالمية.

بعد مفاوضات طويلة، توصلت اربيل وبغداد والشركات النفطية الدولية الى ما وصفه الجانبان باتفاق تاريخي. وبموجبه، يتم تسليم كل النفط الخام من الاقليم – باستثناء المخصص للاستخدام المحلي – الى شركة سومو عبر شركة نفط الشمال في فيشخابور، ومنها الى جيهان. وتودع الايرادات في الخزينة الاتحادية في بغداد لتغطية رواتب ومستحقات الاقليم.

الاطار المالي للاتفاق

ينص قانون الموازنة العراقي على تخصيص 16 دولارا للبرميل مقابل تكاليف الاستخراج والنقل. وستتم مكافأة الشركات بالنفط الخام بدلا من النقد بحيث تعيد بيعه بنفسها.

وستغطي سومو تكاليف تشغيل خط الانابيب، فيما تتولى وزارة النفط التفاوض مع انقرة لتجديد اتفاقية العبور التي تنتهي منتصف عام 2026. وتخطط بغداد لزيادة الصادرات تدريجيا الى 400 الف برميل يوميا بما يتماشى مع التزامات الموازنة.

ووصف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الاتفاق بانه انجاز استغرق 18 عاما، مؤكدا اهميته في ضمان توزيع عادل للثروات وتنويع منافذ التصدير وجذب الاستثمارات.

من جانبه شدد بارزاني على اهمية الخطوة بالنسبة للاقليم قائلا: مع هذه الخطوة يعود اقليم كوردستان الى الاسواق العالمية. في هذا اليوم التاريخي تمت ازالة عقبة كبيرة امام تامين المستحقات المالية لشعب كوردستان.

كما اكد نائب رئيس حكومة الاقليم قوباد طالباني ان الحوار مع بغداد يبقى الخيار الوحيد للمضي قدما: من خلال الحوار يمكننا خدمة شعبنا واقليمنا بافضل شكل.

افاق مستقبلية

حمن المتوقع ان يسهم استئناف الصادرات في استقرار الوضع المالي للاقليم وضمان انتظام صرف الرواتب فضلا عن انعاش اقتصاده. اما بالنسبة لبغداد، فيعزز الاتفاق السيطرة على عائدات النفط ويعيد العراق لاعبا موثوقا في اسواق الطاقة العالمية.

واختتم بارزاني بالاعرب عن تفاؤله قائلا ان الاتفاق سيطور البنية التحتية الاقتصادية ويخدم جميع المواطنين، مؤكدا انه لا يمثل مجرد اتفاق نفطي بل بداية لمرحلة جديدة من التعاون بين اربيل وبغداد، كان للولايات المتحدة دور محوري في انجاحها.