برغراف
اعلنت وزارة الموارد المائية اليوم الاحد عن عقد اجتماع وزاري عاجل لمواجهة ازمة الجفاف وشح المياه في العراق، بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني. وشارك في الاجتماع وزراء الموارد المائية والزراعة والبيئة، وذلك بعد مناقشة الملف خلال الجلسة الاعتيادية الثامنة والثلاثين لمجلس الوزراء.
وذكرت الوزارة في بيان ان الاجتماع تطرق الى الواقع المائي الراهن، وقدم عرضا تفصيليا عن الايرادات المائية للسنة الحالية 2024-2025 مقارنة بالعام الماضي، اضافة الى مستويات خزين السدود، والتاثيرات في حوضي دجلة والفرات، والخزين المتوقع في تشرين الثاني المقبل، فضلا عن ارتفاع نسب الملوحة في نهري دجلة والفرات وشط العرب.
واكد وزير الموارد المائية ان العراق يمر حاليا باشد سنوات الجفاف منذ اكثر من تسعين عاما، مشيرا الى ان التغيرات المناخية واستمرار دول المنبع، وخاصة تركيا، في انشاء مشاريع خزنية واروايية على منابع الانهر، اثرت بشكل مباشر على حصص العراق المائية وانعكست على الزراعة والبيئة. وشدد على ان تأمين مياه الشرب والاستخدامات البشرية يمثل اولوية قصوى، مع الحفاظ على الحدود الدنيا للجريان البيئي.
من جانبه، استعرض وزير البيئة هلو العسكري مشكلة التلوث في مجاري الانهر بسبب رمي الملوثات والمخلفات الصناعية، مؤكدا العمل على وضع آليات للحد من هذه الظاهرة حفاظا على الصحة العامة. اما وزير الزراعة عباس المالكي فقد شدد خلال الاجتماع على ضرورة التكيف مع الوضع المائي الراهن، الذي وصفه بأنه الاقسى منذ سنوات، داعيا الى ترشيد الاستهلاك في القطاع الزراعي.
واشار البيان الى ان الوزراء خرجوا بعدة توصيات سيتم عرضها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، ابرزها تشكيل فريق وزاري عالي المستوى الى جانب الفريق الفني للتفاوض مع تركيا من اجل زيادة الاطلاقات المائية خلال شهري تشرين الاول وتشرين الثاني لتجاوز الازمة.
وفي سياق منفصل، قال وزير الزراعة عباس جبر المالكي خلال ندوة حوارية في ملتقى العراق للاستثمار ان البلاد تفقد سنويا نحو خمسين بالمئة من اراضيها الزراعية بفعل التغير المناخي وتناقص المساحات المزروعة. واكد توجه الحكومة لاعتماد الزراعة الذكية واستخدام بذور قادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة ونقص المياه، اضافة الى ادراج تقنيات الري الحديثة مثل الري المحوري والثابت والتنقيط ضمن خطط الوزارة المستقبلية.
واوضح المالكي ان هذه السياسات تهدف الى تعزيز الامن الغذائي واستقرار الاسعار وضمان توفير الاحتياجات الاساسية، مشيرا الى ان ادخال الزراعة الذكية بشكل مستدام يعد احدى الخطوات الجوهرية لمواجهة التحديات المناخية.