برغراف-شهد اقليم كوردستان واحدة من اعلى نسب المقاطعة في تاريخه الانتخابي، حيث وصلت نسبة العزوف الى 44.67 بالمئة من مجموع من يحق لهم التصويت. ويقدم هذا التقرير قراءة موسعة لجوانب المشاركة والامتناع عبر تحليل المعطيات الرقمية وسلوك الناخبين وتوزيع الاصوات على مستوى المحافظات، بما يكشف ازمة واضحة في الشرعية السياسية، خصوصا مع تجاوز عدد المقاطعين مجموع اصوات جميع الاحزاب السياسية الكبرى مجتمعة.
المشهد الانتخابي في كوردستان
عدد المؤهلين للتصويت والعزوف المسبق
بلغ عدد المؤهلين للتصويت في كوردستان 3,883,501 اشخاص. وقبل يوم الاقتراع، امتنع 815,117 شخصا عن تحديث سجلهم الانتخابي، وهو ما يمثل 21 بالمئة من مجموع المؤهلين. ويعد هذا الامتناع مقاطعة مبكرة، تعكس رفض شريحة واسعة الدخول في العملية الانتخابية منذ بدايتها.
عدد المسجلين والمشاركين يوم الاقتراع
بعد انتهاء فترة التحديث، اصبح عدد المسجلين 3,068,384 اشخاص بنسبة 79 بالمئة من المؤهلين. ومن بين هؤلاء:
• شارك 2,149,238 شخصا (70 بالمئة)
• وامتنع 919,146 شخصا (30 بالمئة) رغم تحديث سجلهم
وهو ما يكشف وجود مستويين للمقاطعة: مقاطعة قبلية عبر عدم تحديث السجل، ومقاطعة يوم الاقتراع رغم التسجيل.
التحليل التراكمي للمقاطعة
• مجموع غير المشاركين: 1,734,263 شخصا
• نسبة المقاطعة: 44.67 بالمئة
• عدد المقاطعين اعلى من عدد المشاركين بفارق 414,975 شخصا
مقابل كل 100 شخص في كوردستان، شارك اقل من 56 ناخبا فعليا.
اداء الاحزاب السياسية
احزاب السلطة: الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني
لا يزال الحزبان يشكلان القوة الرئيسية في الاقليم، لكن النتائج الاخيرة كشفت تراجعا في مستوى التأييد الشعبي.
النتائج
• الديمقراطي الكوردستاني: 851,412 صوتا (39.62 بالمئة من المشاركين)
• الاتحاد الوطني الكوردستاني: 340,623 صوتا (15.85 بالمئة من المشاركين)
• مجموع الحزبين: 1,192,035 صوتا
تحليل الشرعية
• 30.69 بالمئة فقط من مجموع المؤهلين صوتوا لهذين الحزبين
• 38.83 بالمئة من المسجلين
• 55.48 بالمئة من المشاركين
اي ان احزاب السلطة تملك دعما شعبيا يقل عن ثلث السكان الذين يحق لهم التصويت، وهو مؤشر واضح على فجوة في الشرعية.
اداء احزاب المعارضة
تشمل المعارضة خمسة احزاب رئيسية:
1. الاتحاد الاسلامي الكوردستاني
2. تيار الموقف الوطني
3. حركة الجيل الجديد
4. جماعة العدل في كردستان
5. جبهة الشعب
النتائج
• مجموع اصوات المعارضة: 516,157 صوتا
• نسبة المعارضة من المشاركين: 24 بالمئة
• نسبتهم من المؤهلين: 13.29 بالمئة
ورغم اتساع المزاج الشعبي المعارض، لم تتمكن هذه الاحزاب من تحويل المقاطعة الواسعة الى مكاسب انتخابية.
المقاطعة ككتلة سياسية
عند جمع المعارضة مع المقاطعة يتشكل معسكر واسع:
• مجموع المعارضة + المقاطعة: 2,250,420
• نسبتهم من المؤهلين: 57.95 بالمئة
وهذا يعني ان غالبية سكان كوردستان اما قاطعوا او صوتوا للمعارضة، وهو تحول مهم في الخريطة السياسية.
التحليل الجغرافي للمقاطعة
السليمانية وحلبجة: مركز المقاطعة
• المسجلون: 1,201,658
• المشاركون: 742,836
• المقاطعون: 458,822
• نسبة المقاطعة: 38.19 بالمئة
كما سجل الاقليم اعلى نسبة للاصوات الباطلة عن قصد.
اربيل: مشاركة متوسطة
• المسجلون: 1,087,880
• المشاركون: 801,106
• المقاطعون: 286,774
• نسبة المقاطعة: 26.36 بالمئة
واحد من كل اربعة ناخبين في اربيل امتنع عن المشاركة.
دهوك: الاعلى مشاركة
• المسجلون: 778,846
• المشاركون: 605,296
• المقاطعون: 173,550
• نسبة المقاطعة: 22.29 بالمئة
ورغم تصدرها للمشاركة، بقي اكثر من خمس ناخبيها خارج العملية.
ازمة شرعية سياسية
المقاطعة الواسعة ليست فقط عزوفا عن التصويت، بل مؤشر على ازمة ثقة عميقة بين المواطنين والعملية السياسية في كوردستان.
سلطة بلا اغلبية حقيقية
تحكم احزاب السلطة الاقليم استنادا الى دعم لا يتجاوز ثلث المؤهلين للتصويت، وهو ما يجعل شرعيتها عرضة للنقد الشعبي.
معارضة عاجزة عن استثمار السخط الجماهيري
فشلت المعارضة في تحويل نسبة المقاطعة الكبيرة الى مكاسب انتخابية، نتيجة ضعف التنظيم وتراجع الثقة الشعبية.
سياق اقليمي اوسع
تعكس هذه الظاهرة اتجاها اقليميا في الشرق الاوسط، حيث تتراجع الثقة بالمؤسسات السياسية والانتخابات في العديد من الدول.