أحزاب المعارضة الإيرانية الكوردية تدعو حكومة إقليم كوردستان إلى وضع 'خط أحمر' للضغوط الإيرانية
برغراف
أعربت أحزاب المعارضة الكوردية الإيرانية عن قلقها من عملية النقل القسري من منطقة زركويز إلى مخيم سورداش قرب محافظة السليمانية، ووصفت الخطوة بأنها "انتهاك لكرامة حكومة إقليم كوردستان". وطالبت هذه الأحزاب حكومة الإقليم بـ"وضع خطوط حمراء تجاه مطالب وضغوط الجمهورية الإسلامية وممثلتها الدولة العراقية".
تزايدت الضغوط الإيرانية لتنفيذ الاتفاق الموقع منذ عامين مع العراق، حيث تم بتاريخ 6 سبتمبر 2024 نقل الدفعة الأولى من أفراد وعوائل حزب كومله إلى مخيم سورداش كمرحلة أولى من عملية النقل.
تعيش المعارضة المسلحة الإيرانية، المتمثلة في الكوردستانية للحزب الشيوعي الإيراني (كومله)، جمعية كادحي كوردستان (كومله زحمتكشان)، وحزب كوملە في كوردستان الإيرانية في ثلاث قرى في منطقة زرکويز منذ 30 عاما. وخلال العام الماضي، وبعد توقيع الاتفاق الأمني بين العراق وإيران، عقدت هذه الأحزاب عدة اجتماعات مع حكومة إقليم كوردستان والمسؤولين العراقيين في محاولة لعدم تغيير أماكنهم، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
في بيان للجنة المركزية لحزب كومله، أوضحت اللجنة أنه خلال اجتماعها مع وفد الحكومة العراقية في السليمانية، "المرونة الوحيدة التي أظهرتها الحكومة العراقية هي إمكانية أن يعيش أفراد المعارضة كمدنيين في مدن إقليم كوردستان، ما أدى إلى فشل المفاوضات".
واصلت الأحزاب الكردية المعارضة محادثاتها مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، الحزب المهيمن في السليمانية، وأكدوا أن "إصرار الجمهورية الإسلامية على نقل المعارضة لا يتعلق بأي تهديد أمني مزعوم من الإقليم، بل هو جزء من حرب نفسية ضد الشعب الكردي وانتهاك آخر لكرامة حكومة إقليم كوردستان".
كما انتقد حزب كومله الاتحاد الوطني الكوردستاني بشدة، مشيرا إلى أن "التحالف مع هذه السياسة الإيرانية سيلحق الضرر بالاتحاد الوطني الكوردستاني على المدى الطويل".
وتم توقيع الاتفاق الأمني بين العراق وإيران في مارس 2023 بحضور وزير داخلية حكومة إقليم كوردستان، وتركز النقطة الأساسية على نزع سلاح أحزاب المعارضة الكردية الموجودة في إقليم كوردستان. ورغم مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق، يعتبر الإيرانيون أن نقل المعارضة هو الجزء الأهم في التنفيذ.
أكد مسؤول كبير في الاتحاد الوطني الكوردستاني، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الحزب متضامن مع نضال وتضحيات أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية"، لكنه أشار إلى أن الحزب "لا يمتلك السلطة" في هذا الملف وأن الضغوط الإيرانية "شديدة وخطيرة".
وقال المسؤول لبرغراف: "نقل المعارضة إلى سورداش يأتي في إطار اتفاق بين العراق وإيران، ولا علاقة لنا به. العراق هو الذي وقع الاتفاق وهو المسؤول عن تنفيذه، بينما الإيرانيون يهددون بقصف مواقع المعارضة في حال عدم التنفيذ".
يذكر أن إيران سبق أن قصفت مرارا إقليم كوردستان بحجة تهديد "الجماعات المسلحة الانفصالية" على الحدود. وفي أواخر عام 2022، كثفت الهجمات واستهدفت مواقع الأحزاب الكردية بالصورايخ والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل حوالي 20 شخصا وإصابة أكثر من 50 اخرين.
كومله أصيب بجراح جراء القصف الإيراني على زرکویز ٢٨-٩-٢٠٢٢/ هردي عثمان - برغراف
أحزاب المعارضة الكردية الإيرانية تفهمت حساسية الوضع، حيث أخلت قواعدها العسكرية في مناطق جومان وجبل هلكورد الحدودية لتخفيف الضغط الإيراني. لكنها تؤكد أن العراق وإقليم كوردستان لا ينبغي أن يستسلما للضغوط بالكامل.
في بيان حزب كومله، دعا الحزب حكومة إقليم كوردستان إلى "وضع خطوط حمراء تجاه مطالب وضغوط الجمهورية الإسلامية وممثلتها الدولة العراقية"، مع الحفاظ على العلاقات التجارية والسياسية مع إيران دون تدخل في الشؤون الداخلية.
يأتي نقل أحزاب المعارضة الإيرانية الكردية إلى المخيمات بالتزامن مع اقتراب الذكرى الثانية لاغتيال مهسا (جينا) أميني، وسط توقعات بموقف شعبي في إحياء ذكراها.
تم القبض على جينا أميني، وهي فتاة كردية تبلغ من العمر 22 عاما، من قبل شرطة الأخلاق في 13 سبتمبر 2022 بتهمة عدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح، وتوفيت بعد ثلاثة أيام نتيجة إصابات مشبوهة. هذه الحادثة أشعلت احتجاجات واسعة النطاق في إيران، حيث قتل واعتقل المئات، واعتبرت كثير من المنظمات أن تلك الفترة تمثل "ثورة جينا".
تتهم إيران الأحزاب الكردية بالمشاركة في هذه الاحتجاجات، وتكثف الضغوط لإبعادها عن حدودها.
نقل أحزاب المعارضة الإيرانية الكردية من زرکویز إلى سورداش، ويأتي بعد ذلك وفي 19 أغسطس 2024، طلب مستشار الأمن الوطني العراقي قاسم الأعرجي من وزارة الهجرة والمهجرین العراقية تخصيص مخيم سورداش لإيواء أحزاب المعارضة الإيرانية. وفي اليوم نفسه، رد وزير الهجرة إيفان فائق على رسالة قاسم الأعرجي وأبدى عدم اعتراضه على الطلب وتخصيص مخيم سورداش لهذه الغاية.