برغراف
أقر مجلس وزراء حكومة إقليم كردستان مشروع قرار خاص بمبادرة “روناكي” لتوفير الكهرباء على مدار 24 الساعة. وبموجب الخطة، يبدأ سعر الكيلوواط/ساعة من 72 دينارا (0.05 دولار)، ويصل في أعلى شريحة إلى 350 دينارا (0.25 دولار).
أثار القرار ردود فعل فورية ورافضة، حيث وصفه منتقدون بأنه “زيادة غير مبررة” و”تسليع للخدمة العامة”. وفي هذا السياق، أعلن رئيس كتلة “هلويست” في برلمان كردستان عن بدء حملة مناهضة للتعرفة الجديدة.
نظام تسعير جديد للكهرباء
بحسب القرار الذي أقر بأغلبية الأصوات خلال اجتماع مجلس الوزراء، ستطبق تعرفة “روناكي” وفقا لحجم استهلاك الأسر شهريا:
• من 1 إلى 400 ك.و.س: 72 دينارا (0.05 دولار)
• من 401 إلى 800 ك.و.س: 108 دنانير (0.08 دولار)
• من 801 إلى 1200 ك.و.س: 175 دينارا (0.12 دولار)
• من 1201 إلى 1600 ك.و.س: 265 دينارا (0.19 دولار)
• أكثر من 1600 ك.و.س: 350 دينارا (0.25 دولار)
الحكومة: “إنجاز كبير ومطلب شعبي”
وصف رئيس الوزراء مسرور بارزاني المشروع بأنه من أبرز إنجازات حكومته، معتبرا أنه يلبي مطلبا شعبيا طال انتظاره، ويعد من الحقوق الأساسية للمواطنين.
وقال إن المشروع سيقلل من الأعباء المالية على المواطنين، موضحا أن أغلبهم يدفعون حاليا مبالغ أكبر مقابل مزيج من كهرباء الدولة والمولدات الخاصة.
اعتراضات فورية وغضب شعبي
قال رئيس كتلة “هلويست”، علي حمه صالح، إن الأسعار الجديدة “مرتفعة بشكل غير مقبول”، مضيفا: “نرفض هذه التعرفة تماما.”
ونشر لاحقا على فيسبوك: “نبدأ الليلة حملة واسعة ضد هذه الزيادات. يجب أن تراعي الحكومة الظروف المعيشية للناس.”
المتحدث باسم الحكومة: “80% سيدفعون أقل”
من جانبه، قال المتحدث باسم حكومة الإقليم، بيشوا هوراماني، إن المشروع يعد “إنجازا مهما لمجلس وزراء بارزاني”، وأضاف:
“تعرفة روناكي تأخذ في الحسبان دخل الأسر، وسيستفيد منها نحو 80% من المواطنين بدفع مبالغ أقل مما كانوا يدفعونه سابقا.”
وأعلنت الحكومة أن التغطية الشاملة ستتحقق بحلول عام 2026، بعد بدء التنفيذ في المحافظات نهاية 2025.
تفاصيل تكلفة الكهرباء للمنازل
وفقا للتعرفة الجديدة، إليك التكلفة الشهرية التقريبية لاستهلاك الكهرباء:
• 400 ك.و.س: 28,800 دينار (20.28 دولارا)
• 800 ك.و.س: 72,000 دينار (50.70 دولارا)
• 1200 ك.و.س: 142,000 دينار (100 دولار)
• 1600 ك.و.س: 248,000 دينار (174.65 دولارا)
• 2000 ك.و.س: 388,000 دينار (273.24 دولارا)
“قفزة غير مسبوقة في الأسعار”
قال عمر كولبي، العضو السابق في لجنة المالية ببرلمان الإقليم، إن الأسرة المتوسطة تستهلك نحو 1200 ك.و.س شهريا في الصيف والشتاء، وكانت التكلفة سابقا لا تتجاوز 31,000 دينار (21.83 دولارا)، بينما سترتفع بموجب النظام الجديد إلى 142,000 دينار (100 دولار) — أي زيادة بأكثر من أربعة أضعاف.
وانتقد كولبي النظام التدريجي، مشيرا إلى زيادات حادة في كل شريحة:
• الشريحة الأولى (1–400): من 18 دينارا → 72 دينارا
• الشريحة الثانية (401–800): من 24 دينارا → 108 دنانير
• الشريحة الثالثة (801–1200): من 42 دينارا → 175 دينارا
• الشريحة الرابعة (1201–1600): من 50 دينارا → 265 دينارا
• الشريحة الخامسة (1601+): من 72 دينارا → 350 دينارا
وقال: “الكهرباء لم تعد خدمة عامة، بل أصبحت سلعة تجارية.”
حكومة الإقليم: “الكلفة الكلية ستنخفض”
رغم الانتقادات، تصر الحكومة على أن “روناكي” سيقلل الكلفة الإجمالية على المواطنين، خصوصا في ظل الاستغناء عن المولدات.
لكن غولبي شدد على أن تحليلاته تظهر أن: “أغلب الأسر ستدفع مبالغ أعلى — بعضها قد يتضاعف أو يتضاعف ثلاث مرات.”
مشروع حكومي بوجه شعبي غاضب
تعتبر حكومة الإقليم مشروع “روناكي” مبادرة استراتيجية ضمن برامج مجلس الوزراء التاسع، وتهدف إلى إنهاء أزمة الكهرباء.
قال رئيس الوزراء بارزاني: “المشروع وطني بالكامل، ويدار من قبل وزارة الكهرباء، وينفذ عبر كوادر محلية من القطاع العام. كما يسهم في تحسين البيئة والصحة العامة عبر تقليل الاعتماد على المولدات.”
لكن، مع بقاء متوسط الدخل الشهري للأسرة بحدود 650,000 دينار (457.75 دولارا)، يرى معارضون أن التعرفة الجديدة تمثل عبئا كبيرا على الطبقة المتوسطة.