برغراف
في خطوة لتعزيز التعاون بين العراق وإيران، وقع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم الأربعاء، 14 مذكرة تفاهم في بغداد، تشمل مجالات متعددة من التعاون الأمني والاقتصادي.
خلال مؤتمر صحفي مشترك، أكد بزشكيان أهمية تفعيل الاتفاقيات الأمنية بشكل كامل لردع "الإرهابيين والأعداء" الذين يستهدفون الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال بزشكيان: "نحن بحاجة إلى تعاون أمني وثيق لمكافحة الإرهاب الداعشي والتهريب، ولتشخيص نقاط الضعف في الاتفاقيات السابقة وإزالتها."
من جهته، شدد السوداني على موقف العراق الثابت بعدم السماح لأي جهة بالاعتداء على إيران انطلاقاً من الأراضي العراقية. وأشار إلى أن "الشراكة مع طهران هي ركيزة أساسية لتطلعات الشعبين العراقي والإيراني"، مشيداً بالاتفاقيات التي تم توقيعها والتي ستعزز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وتم توقيع الاتفاق الأمني بين العراق وإيران في مارس 2023 بحضور وزير داخلية حكومة إقليم كوردستان، وتركز النقطة الأساسية على نزع سلاح أحزاب المعارضة الكردية الموجودة في إقليم كوردستان. ورغم مرور أكثر من عام على توقيع الاتفاق، يعتبر الإيرانيون أن نقل المعارضة هو الجزء الأهم في التنفيذ.
تزايدت الضغوط الإيرانية لتنفيذ الاتفاق الموقع منذ عامين مع العراق، حيث تم في 6 سبتمبر 2024 نقل الدفعة الأولى من أفراد وعوائل حزب كومله إلى مخيم سورداش كمرحلة أولى من عملية النقل.
تعيش المعارضة المسلحة الإيرانية، المتمثلة في الحزب الشيوعي الإيراني (كومله)، وجمعية كادحي كوردستان (كومله زحمتكشان)، وحزب كومله في كوردستان الإيرانية، في ثلاث قرى في منطقة زركويز منذ 30 عاماً. وخلال العام الماضي، وبعد توقيع الاتفاق الأمني بين العراق وإيران، عقدت هذه الأحزاب عدة اجتماعات مع حكومة إقليم كوردستان والمسؤولين العراقيين في محاولة لعدم تغيير أماكنها، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل.
كما أكد السوداني أن المباحثات تناولت تعزيز خطوط النقل والربط اللوجستي، مع التركيز على مشاريع كبيرة مثل طريق التنمية والمناطق الصناعية الحدودية. وأشاد بدور إيران في الوصول إلى اتفاق شراء الغاز من تركمانستان.
وتعهد بزشكيان بمتابعة تنفيذ مذكرات التفاهم، مشدداً على أن "الزيارة تمثل فرصة عظيمة لمناقشة وتفعيل الاتفاقات السابقة، ولتوسيع التعاون بين البلدين."
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن زيارة العراق هي الأولى له ضمن جولة خارجية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية، الثقافية، السياسية، والأمنية مع الدول الإسلامية، بدءًا بالعراق. وتستمر زيارة بزشكيان إلى العراق وإقليم كوردستان لثلاثة أيام، وتشمل توقيع المزيد من الاتفاقيات وتباحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين.